لا أدري ! أهيَ مصادفاتٌ حصلتْ عبرَ تاريخٍ طويلٍ؟ أم جاءت برسم رسّام جعلَ الطَّبيعةَ بوصلتَهُ التي تدلُّه في رحلتهِ وهو يعبرُ محيطاتِ الحياة الإنسانية ؟ منذ القديم اتفق على أن يكون الحادي والعشرون من آذار وهو بداية السنة الزراعية الجديدة وسمي ذلك اليوم يوم النوروز وهذه الكلمة بإرجاعها إلى اللغة العربية الأصل مكونة من كلمتين (نو – روز) وماتزال هاتان الكلمتان مستخدمتين لدى شعوب شرق المتوسط, كما انتقلت إلى اللغات الأوربية مع بعض التعديل، ففي الإنكليزية نجد كلمة (نيو- جديد) وكلمة (روز – ورد) وبجمع الكلمتين تصبحان ( الورد الجديد) وهو دليل على الربيع . كما صار عند بعض أبناء سورية يسمى عيد الربيع, ومن ثمّ اعتبر في العصر الحديث عيداً للأم رمز التجدّد والعطاء في الحياة ، كما كانت عشتار في الأساطير السورية القديمة .
وفي عام 1999 اعتبرت منظمة اليونسكو 21 آذار اليوم العالمي للشعر بهدف تشجيع القراءة والكتابة والاهتمام بكتابة الشعر ونشره .
في العصر الحديث اتفق العالم على اعتبار الثامن من آذار يومَ المرأة العالمي, وفي سورية يحتفل بقيام (ثورة 8آذار)ثورة الشعب العربي السوري بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ضد نظام الإقطاع والانفصال, وفي هذا الشهر اختير الأسبوع الثاني منه ليكون عيداً للمعلم العربي, احتفاء بدور المعلم في بناء الأجيال ومحاربة الجهل والتخلف, كما اختير اليوم الأول منه ليكون يوماً للُّغة العربية وفي هذه المناسبة تقام النشاطات المختلفة من محاضرات وندوات وورشات عمل في المدارس لتنمية مهارات الطلاب والتأكيد على لغتهم العربية باعتبارها حاضنة الثقافة العربية الأصيلة ومقوم أساسي من مقوّمات الوحدة والحصن الحصين لحماية الوجود العربي من التفكك والاندثار.
أما في الثلاثين من آذار فتمرّ ذكرى يوم الأرض الفلسطينية, وهذا اليوم يمثل انتفاضة الشعب الفلسطيني ويحييه الشعب الفلسطيني سنوياً ففيه قامت سلطة الاحتلال الصهيوني بمصادرة أراضٍ فلسطينية كبيرة وسقط شهداء دفاعاً عن هذه الأرض , وقد خلّد الشاعر محمود درويش هذه الأحداث بقصيدة مطوّلة أَسماها (الأرض(.
فائق موسى