.. ساطعاً بالعز !

الاعتداء الإسرائيلي الإرهابي على مصياف الحبيبة فجر أمس السبت ، هو متمم لاعتداء أدوات العدو الإسرائيلي العميلة على مشفى مصياف الوطني في السابع من الشهر الجاري، الذي ارتقى نتيجته 5 مواطنين شهداء وأصيب 15 آخرون بشظايا صواريخ العمالة الحاقدة.
فالاعتداءان بتوقيع إسرائيل سواء  ارتكبتهما مباشرة أم من خلال أدواتها المرتزقة ،  من المجموعات الإرهابية المتمركزة في أرياف حماة الشمالي والشمالي الغربي ، وإدلب الجنوبي والشرقي ، أي بقطاعي حماة وإدلب من المنطقة المنزوعة السلاح بموجب اتفاق إدلب ، الذي تخرقه يومياً جبهة النصرة والميليشيات المسلحة المتحالفة معها مؤتمرةً بأوامر أسيادها .
وإسرائيل هي المستفيد الوحيد والكبير منهما ، ومن أي اعتداء آثم على أي بقعة أو شبر في وطننا الغالي .
وبالتأكيد لن تستطيع إسرائيل بعربدتها هذه ،  ولا بغيرها من اعتداءات سابقة أو لاحقة، أن تؤثر شيئاً في عزيمة السوريين قيادةً وجيشاً وشعباً على مجابهة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه وألوانه ، والتصدي له بأي موقع ومكان ، وتنظيف آثاره المادية، والمضي إلى الحياة وإعادة تأهيل وبناء ماتخربه اعتداءاتها المتكررة أو صواريخ عملائها .
فإرادة السوريين أقوى من اعتداءاتها ،  وتمسكهم بالحياة الحرة الجميلة أشدُّ من إرهابها ، وقدرتهم على مواجهتها وعملائها أكبر من صلفها ، ومهما ارتكبت من جرائم حرب واستهداف لمدن وقرى سورية ، لن تنجح في إضعاف هذه الإرادة ، ولن تحقق أي هدف من أهدافها في كسر إرادة المقاومة السورية الشعبية والرسمية للإرهاب والفكر التكفيري الظلامي ، ومجابهة غطرستها مهما صبت من نيران حقدها هنا أو هناك من الجغرافيا السورية .
وقد تنجح هي وعملاؤها بتدمير بناء هنا وبنية تحتية هناك ، وقد توقع صواريخها شهداء وجرحى ، ولكنها بالتأكيد لن تدمر جذوة المقاومة المتقدة في وجدان السوريين الجمعي ،  ولن تُخمدَ عزيمتهم على مكافحة الإرهاب أينما وجد ،  ولن تثنيهم عن مواصلة بناء وطنهم كما يرغبون ويتمنون .
ولايمكن لأي عدوان أو اعتداء أن يحدَّ من عشق  السوريين للحياة ،  فكل الإرهاب العالمي الذي أفرغ حقده في ربوع بلدهم طيلة السنوات الثمانية الماضية ، لم يستطع النيل من صمودهم والوقوف بوجهه مع جيشهم وقائدهم قيد أنملة، ولن يستطيع.
ولم يؤثر بإصرارهم على الحياة وممارستها اليومية بتلك الروح العاشقة الصخَّابة بالحب ،  ولن يؤثر .
إنهم السوريون صناع الحياة وعشاقها الأفذاذ ، ومهما اشتد الظلام من حولهم ، يظل ضوءُ جباههم ساطعاً بالعز .

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار