اليوم يصادف الذكرى الثالثة والسبعون لاستقلال سورية التي مرغت أنف فرنسا في التراب يوم احتلت أرض الوطن في 24تموز 1920م بقيادة غورو، إذ تصدى لحملتها الاستعمارية المناضل يوسف العظمة وزير الدفاع السوري آنذاك الذي أبى أن يدخل المستعمرون إلى دمشق إلا على أجساد الجنود السوريين الأبطال في معركة ميسلون على الرغم من الفارق في العدة والعدد بين الجيش السوري والحملة الفرنسية، وقد أثبت الجندي العربي السوري إيمانه العميق بوطنه والدفاع عن حياضه بكل إباء ورجولة وإقدام. وعندما دخل المحتلون إلى دمشق بقيادة غورو الذي دخل إلى الجامع الأموي الكبير حيث مثوى القائد صلاح الدين الأيوبي الذي هزم أجداد غورو في معركة حطين عام1187م وقال غورو كلمته الجبانه آنذاك: (قم ياصلاح ها نحن عدنا)، إذ لن ينسى هذا الغورو هزيمة آبائه وأجداده التي حققها وأنزلها بهم القائد صلاح الدين منذ 733عاماً آنذاك، إنه استعمار جديد مغلف بانتداب كما غلف الاستعمار قبله بشعار الوصاية والحماية، واليوم يتذرع بمحاربة الإرهاب الذي من صناعته، إذ تحول الاستعمار المباشر إلى استعمار غير مباشر يصنع أدوات له تقاتل بالنيابة عنه كما يقاتل اليوم الإرهاب نيابة عن فرنسا وبريطانيا وأمريكا والصهاينة في سورية والعراق واليمن نيابة عنهم جميعاً وهذا من أحدث أنواع الاستعمار الذي يصنعونه بأيديهم وبأموال عربية وتسليح أجنبي كما صنعوا داعش والنصرة وأخواتهما الإرهابيين تحت يافطات وشعارات إسلامية مزيفة، لقد توج الشعب العربي السوري بنضاله وكفاحه ضد فرنسا الجلاء عن أرض الوطن لمدة ربع قرن إذ التقى المناضل ابراهيم هنانو في الشمال السوري بثورة المجاهد صالح العلي بجبال اللاذقية بصانع الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش في سويداء العرب وفوزي القاوقجي والخراط وغيرهم من المناضلين في المحافظات السورية كافة الذين زلزلوا الأرض تحت الفرنسيين فالشعب العربي السوري شعب لايقبل الذل والهوان منذ فجر التاريخ ولن تلين له قناة…
لقد هبّ يداً واحدة في وجه الاستعمار الفرنسي في كل مكان من الأرض السورية وقد ضرب ببطولاته المثل الأعلى في التضحية والفداء، وكان ولا زال يحمل بين جنبيه المعاناة العربية والدفاع عن الشعب العربي والمشاركة في الهم العربي لهذا جنّد الاستعمار القديم الحديث كل زناة العالم لقتل هذا الشعب الذي آمن بوطنه وأمته وأهدافه القومية التحررية التي تدعو إلى العدالة والمساواة وهذا مايرهب أعداء الحياة الذين يخافون على الوجود الصهيوني في فلسطين العربية لذا يحاولون اليوم تفتيت سورية وإضعافها تحت ذرائع واهية من خلال تجنيد عصابات الغدر والخيانة والتعاون مع أعراب الجزيرة العربية والخليج والأتراك والاستعمار الأوربي والإمبريالية الأمريكية وإن سورية ستهزم الاستعمار الجديد كما هزمت الاستعمار القديم بفضل التفاف الشعب العربي السوري حول السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد المقاوم، وبفضل إصرار جيشنا العربي الباسل العقائدي الذي تمرس على القتال والذود عن حياض الوطن، وبفضل أصدقاء سورية الأوفياء، وسيبقى السابع عشر من نيسان من كل عام منارة لأجيالنا القادمة.
كل عام وجيشنا الباسل وقائدنا المقاوم وشعبنا بألف خير .
أحمد ذويب الأحمد