يقول أسلافنا الأقدمون إن البرد هو سبب كل علة.. وقد اقتنعت بمقولتهم على عموميتها بعد أن ألزمني فراشي مرتين هذا الشتاء.
وجعلني أحصي للدفء فضائله الكثيرة وأستعجل حلول الصيف بيننا حتى يخلصني من هموم البرد ومتاعبه, فهو الذي يفرغ جيوبي منذ بداية كل شهر على شراء الألبسة الصوفية ووقود التدفئة إن وجدت, ويصبرني على تحمل الارتفاع القياسي لفواتير الكهرباء, ويجعلني من الرواد الدائمين للأطباء والصيدليات وباعة الأعشاب البرية لمعالجة نزلات البرد الشديدة وحالات الكريب الحادة, ويضطرني لمتابعة النشرات الجوية المسائية التي قلّما تطابق توقعاتها الواقع.
وأكثر ما أخشاه أن يعد البرد سبباً لتأخر ردم الحفريات وصيانة الطرقات وتأجيل عمل اليوم إلى الغد وهو سبب الإهمال والتقصير في بعض الدوائر الخدمية .
عندها لن تفيدنا وصفات الإصلاح الجاهزة، ولاعقاقير الشعارات المنشطة. ومع تحسّن الجو وارتفاع درجة الحرارة بدأت أتلمس للصيف والدفء فضائل أخرى.. فقد توقفت الأيدي العابثة والفؤوس عن التعديات على الغابات وقطع الأشجار والقضاء على ثروتنا الحراجية.
وارتفعت حمى ملابس الصبايا وأخذت الأسعار تضرب شوارع مدننا وأسواقنا التجارية بعد فترة جمود طويلة جرّاء الجيوب الخاوية التي لاتستطيع القدرة على الشراء.
وعلى ذكر الأسعار.. نرجو ونأمل وقف أمواج المد العاتية للأسعار الكاوية التي تحرق الجيوب.. فمرحباً بالصيف ياصاحب الفضائل.
توفيق زعزوع