الصناعات اليدوية التقليدية البقية القليلة الباقية من اقتصاد الأمس الذي بدأ يتهاوى أمام الإهمال وغياب الدعم ،بل أصبح الحرفي الحارس الشخصي للتراث الشرقي ،فما إن تجد صاحب حرفة حتى تتجلى معاناته في صعوبة العمل والتكاليف الباهظة دون أي مساعدة أو دعم مادي أو حتى معنوي من أي جهة حكومية أو غيرها ،رغم أهمية هذه الصناعات التقليدية في دعم الاقتصاد والحفاظ على تراث البلد وهويته وضماناً لامتداده واستمراريته.
ولكن للأسف فإن الراعي الوحيد لهؤلاء الحرفيين ممثلاً باتحاد الحرفيين يكاد دوره يكون محدوداً جداً يقتصر على تحصيل الرسوم دون أي مساعٍ للمشاركة في المعارض الخارجية والتي تعد مكسباً ليس للحرفي وحسب بل ترفع اسم سورية في الأسواق الدولية .
فالحرفيون يعملون دون كلل أو ملل ويتكبدون نفقات شراء المواد الخام من حسابهم الخاص وفي النهاية تضيع جهودهم هباء دون أي مقابل ،علماً أن الصناعات التقليدية المحلية على اختلاف أنواعها وأشكالها وتصنيفاتها لما تزل تمتلك خصوصية مميزة داخل المجتمع السوري رغم تحضره وميله إلى العصري والحديث.ولما يزل كثيرون يتباهون باقتناء قطع فنية مشغولة يدوياً ويخصصون لها ركناً خاصاً ضمن منازلهم لفرادتها وتميزها ،إذ يندر أن يصنع الحرفي نسختين متطابقتين كلياً من ذات التحفة أو اللوحة الفنية أو غيرها دون إضافات .
ولكن ورغم قدم هذه الصناعات وعدد العاملين فيها إلا أن نسبة الاستفادة من عائداتها ومساهمتها في الناتج المحلي السوري تبقى ضئيلة ،لذا من الضروري إدراجها ضمن استراتيجية الحكومة وإيلاؤها الاهتمام الكافي وإعادتها ضمن قائمة الصناعات المنتجة للدخل القومي والفردي بآن واحد.
سلاف زهرة