تشعلُ حماةُ مساء اليوم الخميس الشمعة الخامسة عشرة لمهرجان ربيعها ، الذي تشارك فيه فعاليات عديدة بنشاطات متنوعة فنية وثقافية ورياضية وتراثية واقتصادية، وهو ما يبث الحيوية في المجتمع المحلي ، ويحقق قيمة مضافة لما يشهده من نشاطات فعاليات خلال العام ، تقيمها المؤسسات والدوائر الحكومية ومديرية الثقافة ومراكزها بمناطق المحافظة .
فمهرجان ربيع حماة ليس مهرجاناً للتسوق فقط ، وإنما هو إضافةً لذلك ، مهرجانٌ لكل تبديات الحياة وتجلياتها المجتمعية والثقافية ، التي هي الصورة طبق الأصل لحقيقة حماة كمحافظة تزخر بموارد وإمكانات وطاقات إبداعية خلاّقة ، عادت إلى حيويتها لتؤكد تعافيها وتعافي بلد يخرجُ منتصراً على الظلام بعد ثماني سنوات من الإرهاب .
وما عودة 1660 منشأة صناعية خاصة ، والعديد من الشركات الصناعية العامة للعمل والإنتاج بالمحافظة ، سوى دليل على ذلك التعافي العام ، وعلى إرادة الحياة التي تقهر الصعاب والمخاوف ، وتنطلق إلى ميدان العمل المنتج والبناء الوطني الشامل .
وما المؤتمرات العلمية المتخصصة ، والنشاطات الثقافية والمسرحية والموسيقية والرياضية والمعارض الفنية والبيئية التي تشهدها المحافظة ، إلاّ دليلاً على تلك الرغبة بالحياة وإبراز الطاقات المتجددة والخلاقة التي يمتلكها المبدعون من أبناء هذه المحافظة المميزة بكل ما فيها ، شأنها في ذلك شأن شقيقاتها من المحافظات السورية الأخرى التي طوت صفحة الإرهاب وانطلقت إلى ميادين العمل والإبداع .
ومهرجان الربيع هو الصورة الملونة الشاملة لتلك الميادين ، ولتلك المبادرات التي تقدم الفائدة والمتعة للمواطنين ، وخصوصاً في المجال الاقتصادي وتحديداً من خلال سوق التسوق بمحيط قلعة حماة التاريخية ، الذي يضم أكثر من 300 كشك تبيع مختلف المواد الغذائية وغير الغذائية بأسعار تؤكد مصادر التجارة الداخلية أنها مدروسة ومناسبة لقدرة المواطن الشرائية ، فالغاية من فعالية التسوق ليست ربحية، وإنما تقديم منتج وطني للمواطن بسعر مناسب .
وما نأمله حقاً ، أن يحقق المهرجان بدورته الخامسة عشرة غاياته وأهدافه على كل الصعد ، التي أعدت لها لجنته العليا الإعداد الجيد ووفرت لها كل مستلزمات وأسباب النجاح.
محمد أحمد خبازي