في إحدى الجلسات النقابية، التي تمت في مدينتنا مؤخراً، والتي اجتمع في أثنائها مسؤولون مع عناصر منتسبة إلى تلك النقابة.. تم طرح سؤال متميز، يدور فحواه حول مشكلة الموتوسيكلات التي تعاني منها مدينتنا الغالية، تعاني من حوادثها المؤسفة، تعاني من رعونة سائقيها واستهتار أصحابها، وقد كان جواب المسؤولين أنهم ينظرون بعين العطف إلى أصحاب تلك الموتوسيكلات، الذين لا يملكون ثمن سيارة، والذين هم مضطرون إلى امتطاء هذه الآلية، لتأمين تنقلاتهم ومواصلاتهم، وتحصيل حاجياتهم ومتطلباتهم ..
قد يكون هذا الجواب متناسبا مع التوجه الإنساني الذي يرفق بأحوال هؤلاء، ومتوافقا مع الاهتمام الحقيقي بهمومهم اليومية ومعاناتهم الدائمة، ولكن (الإنسانية ) وحدها لاتحول دون الأخطار الناجمة عن سوء استعمال هذه الآلية، والتي تؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها !!.
ونحن بصراحة لسنا ضد هذه الآلية كآلية، ولسنا ضد التعامل معها في حياتنا اليومية، ولسنا ضد استخدامها في أزقتنا وشوارعنا وساحاتنا، لكننا ضد أن نتركها على هواها، ضد أن نفلت لها الحبل على الغارب، ضد أن تسرح وتمرح كما تحب وكما تشاء، ومن دون أي وازع أخلاقي أو التزام مروري وقانوني ..
نحن لكي نكون في غاية الاطمئنان، علينا أن نراعي في هذا الأمر النقاط التالية :
أولا – على سائق هذه الآلية، أن يكون قد بلغ سن الرشد، ألا يكون طفلا يافعا لايعي الأمور، أو مراهقا مغامرا لايقدر المخاطر .. وما الحادثة المؤسفة التي وقعت منذ فترة قصيرة بجانب الشرطة العسكرية، وراح ضحيتها غلامان اثنان يركبان دراجة نارية بغائبة عن الأذهان .
ثانيا – على كل من يسوق هذه الآلية، أن يمتلك شهادة سواقة رسمية، تتيح له الفرصة للسير بها والتنقل عن طريقها، بكل قدرة وكفاءة ومهارة ..
ثالثا – على كل من يمتلك هذه الآلية، أن يمتلك معها نمرة نظامية، لها رقم مسجل في إدارة النقل والمواصلات، لمتابعته قانونيا، في حال حدوث أي حادث، لا سمح الله.
رابعا – على تلك الآليات أن تلتزم بقوانين السير، وأن تراعي قواعد المرور، فليس لها أن تسير في اتجاه معاكس، وليس لها أن تتجاوز السرعة القانونية، وليس لها أن تحمل على متنها مالا طاقة لها بحمله، وليس لها أن تخترق الشارات الضوئية من دون أي تقدير لكونها حمراء أو خضراء أو صفراء ..
خامسا – على أصحاب تلك الموتوسيكلات الامتناع عن القيام بعمليات بهلوانية في أثناء قيادتهم لها ، فلا يقومون ( بتشبيب ) آليتهم، أو السير على عجلة واحدة، أو اللف والدوران بشكل مفاجىء ، أو القيام (بالكسر) على آليات أخرى ..
سادسا – على راكبي الموتوسيكلات في الليل، تجنب استعمال الضوء المبهر، الذي يعمي العيون، ويحول من دون رؤية تفاصيل الشارع بالنسبة للآليات القادمة من اتجاهات معاكسة، بخاصة بعد أن انتشرت موضة تلك الأضواء الجديدة، التي تؤذي الأبصار بقوتها وشدة توهجها ..
وبعد..
فهذه نقاط علينا الالتزام بها، في حال مراعاتنا للًجانب الإنساني في هذا الأمر، فنحن لسنا ضد الانسانية، ولسنا ضد مراعاة شعور الآخرين وتقدير أوضاعهم، ولكن مشكلتنا أن لا حل وسطا لدينا، فنحن إما أن نمنع استخدام الموتوسيكلات نهائيا، ونضر بفعلنا هذا الملتزمين وغير الملتزمين، وإما أن نفتح الباب على مصراعيه أمام كل مغامر ومخالف، بغض النظر عن أي قانون أو أية قاعدة !!.
د . موفق أبو طوق