اكتفينا .. , هذا ما قلته بحديث شيق مع صديقي أبو الجود ، فرمقني بسهم من عينيه ، و صمت برهة و قال بغصة : يا رجل صرلي زمان ما سمعت كلمة ( اكتفينا ) ، و صرلي زمان ما ( فكرت ) بهذا الفعل الممنوع من الصرف على أرض الواقع ، (اكتفينا) يا رجل دفعة واحدة !!! هنا صمت صديقي و تعلقت عيناه مع خنفسة تدبُّ على الأرض و كأنه حاول أن يكمل حديثه معها ، و قال : لا تواخذني و خرج دون سلام ، باهت الوجه قليل النشاط في مشيته ، و أنا أنظر إليه و هو يبتعد عني ، فرأيت في منظره أشخاصاً أعرفهم ، و حتى الذين لا أعرفهم ، فهذه حال معظم الناس، فأين الحلول يا أصحاب الحلول، فكل يوم يطالعنا غلاء معيشة ، يطول و يستطيل للمكوث فوق صدورنا جاثماً ، يضعف كل قوة ما زالت بين الضلوع، مع أن المواطن الذي ما زال صامداً في هذه الظروف الصعبة يجب مراعاته جداً ، و الحفاظ عليه ، فهو فريد من نوعه و لا يوجد بقعة صغيرة في مجموعة درب التبانة كلها ، تحمل مواصفاته هذا مواطن انعجن بحب أرضه حتى نسي نفسه ، مواطن يعشق وطنه حتى آخر عصارة في جسده ، مواطن يعطي دروساً بحيثيات الحياة ، حتى السلبية منها، و هنا و في استراحة قصيرة ، عندي سؤال ما بعرف لمين أوجهه : إلى متى ؟؟؟
شريف اليازجي