إن أقوى الانتماءات وأشرفها هو الانتماء إلى الوطن وهذا الانتماء يتطلب ضريبة غالية ترخص في سبيله الأرواح لإعلاء كلمته وتعزيز قوته والحفاظ على وحدته الوطنية هذه الضريبة هي الشهادة في سبيل النصر حيث ترتفع راية الوطن ومنعته وكم ضحى الملايين من البشر من أجل أن تبقى أوطانهم عزيزة قوية تحمل راية العزة والكرامة فالوطن هو الهوية التي يحملها كل مواطن ويفتخر بها…
فالشهيد من ضحى في سبيل وطنه بروحه وجهده وبدمه فالفلاح الذي يعتني بأرضه حراثة وتسميداً وتعشيباً ليزيد الإنتاج كماً ونوعاً هو من الشهداء الأحياء الذين يحرصون على استمرار قوة الوطن والدفاع عنه وتوفير أسباب الصمود في وجه أعدائه والعامل الذي يزيد الإنتاج في المعمل وفي مجالات الصناعة والاقتصاد ويستفيد من كل دقيقة في سبيل العمل والإنتاج والمعلم الذي يزيل الجهل ويرسخ العلم والمعرفة من عقول الأجيال وأذهانهم هما من الشهداء الأحياء الذين يمثلون قيمة علمية أخلاقية عالية تحصن الجيل من كل خرقٍ ثقافي دخيل والمثقف الذي يحمل هموم وطنه وأمته يناضل من أجل نشر الفكر المتحرر من الخرافات والأوهام والترهات في صفوف الجماهير ولا يبخل بمعرفته وعلمه على أحد ويقف كالطود في وجه الغزو الثقافي هو شهيد والصحفي الذي يمثل بقلمه هموم الناس ويبحث عن الحقيقة ويحترم شرف الكلمة ويسعى جاهداً لتسليط الضوء على مواقع الخطأ والمخطئين ليعزز بناء الوطن هو من الشهداء الأحياء الذين يمثلون قمة التضحية والفداء والمرأة التي تربي أطفالها على الفضيلة وحب الوطن والتضحية هي كخولة والخنساء وسناء…
والأحياء المنتجون والشهداء الخالدون جميعهم في عليين في الدنيا والآخرة لأنهم حافظوا على استقلال الوطن واستمراره والذود عن حياضه.
أحمد ذويب الأحمد