تتقدم مسألة المسرح على باقي الشؤون الثقافية والفنية لاعتبار أساسيين الأول هو: أن المسرح أبو الفنون فمن عباءته تخرج جميعها والاعتبار الثاني هو أنه أي المسرح أداة تطوير و تغيير و تحديث و ترفيه في آن معا كونه قادراً على التأثير في البنية الفكرية و الثقافية للمجتمع بمختلف شرائحه و مشاربه فيعدّل و يطوّر فيها كيفما يشاء فضلاً عن دوره الترفيهي .
نظراً لتلك الأهمية لابد من بناء مسرح قادر على النهوض وتلبية الحاجات الفكرية والثقافية والترفيهية للمجتمع، و لعلّ الخطوة الأولى للبدء بهذا المشروع تكون بمسرح الطفل والمسرح المدرسي وذلك من أجل تأسيس بنية مسرحية قوية يمكن البناء عليها و تحميلها تجربتنا ولغتنا المسرحية الخاصة و يجب ألا ننسى أن المسرح المدرسي رافد أساسي للمسرح الوطني بالكوادر والخبرات، وهو بنفس الوقت مدرسة فنية تشارك في تكوين شخصية الطفل و أفكاره و صقل مواهبه وبالتالي تشكيل وتكوين وعي و أفكار و مفاهيم المجتمع ككل و ترسيخ المسيرة التنويرية .
لهذا ينبغي أن تقدم الجهات المعنية بالشأن الثقافي و الفني الإمكانيات المادية و المعنوية كافة لتمكين المسرح من النجاح و القيام بدوره على أكمل وجه .
عهد رستم