غياب الشفافية والمحاسبة وضعف الثقة وتردي الخدمات تشكل العناوين الأبرز لعمل عدد كبير من المجالس المحلية بالمحافظة بعد مضي فترة على عملها حيث أصبح منظر تراكم القمامة والطرق المحفرة وسوء خدمات الصرف الصحي والتأخير بالرد على شكاوى المواطنين مشهداً مألوفاً.
ضعف الإمكانات شماعة تعلق المجالس المحلية تقصيرها عليها في وقت تمتنع فيه عن كشف إمكاناتها وكذلك مواردها وإيراداتها المالية من الرسوم والجباية والمطارح الاستثمارية .
هي تريد أن يصدق المواطن مبرراتها دون أن تقدم له أية أرقام علماً أنه من المفترض أن تكون بخدمته وهو مبرر وجودها وهو من جعلها إدارات تمثله كي تكون عوناً له وليست عبئاً جديداً عليه.
أكثر من / 40/ مجلس بلدة طلب المساعدة بتأمين رواتب موظفيه لعدة أشهر مضت وبمبالغ تجاوزت / 50/ مليون ليرة وبدلاً من الدراسة والتدقيق مع إدارة هذه المجالس لتبيان أسباب العجز هل كانت منطقية موضوعية لأسباب خارجة عن إرادتها ؟ أم بسبب التقصير والإهمال وعدم الجباية للرسوم والضرائب ؟ أو عدم الاستثمار الجيد لعقاراتها وأملاكها أو إيجاد موارد تمويل ذاتي.
تمت مخاطبة الوزارة لتأمين الرواتب وهو ما يشكل تشجيعاً لإدارات تلك المجالس للاستمرار بتقصيرها في حال تم الصرف بدون إجراء تحقيق موضوعي لإنصاف من يعمل ومن لايعمل.
والمفارقة أن عدداً لابأس به من رؤساء المجالس المحلية ممن عجزوا عن تأمين رواتب موظفيهم أو قصروا وعجزوا عن قمع مخالفات البناء أو إزالة التعديات على الأملاك العامة لايزالون في مناصبهم، وأن بعضهم منح تراخيص إقامة منشآت تتعلق بالمحروقات والأفران للقطاع الخاص وحرم مجلسه من استثمارها بشكل مباشر أو استثمارها عن طريق التشاركية بشكل غير مباشر ومنهم من تلكأ بعملية إعادة تخمين بدلات استثمار أملاكه وفق الأسعار الرائجة وتعميم رئيس مجلس الوزراء ولم تنفذ قرارات إزالة التعديات على الأملاك العامة وإزالة مخالفات البناء.
من المنطقي أن الأزمة أثرت على الإمكانات المادية لمجالس الإدارة المحلية لكن المنطقي أيضاً أن يكون لرئيس المجلس وأعضائه علم بواقع ونقاط القوة والضعف في المجالس التي ترشحوا لإدارتها وبالتالي ينبغي أن يكون لديهم خطط ومشاريع لإيجاد حلول وتطوير الخدمات وفق برنامج مكاني وزماني لأن التجريب بإدارة المرافق العامة يعرضها لخسائر كبيرة مما يتطلب إجراء تقييم دوري لنتائج أعمال المجالس ومحاسبة المقصرين بدلاً من ترحيل المشكلات من مجلس لآخر.
* عبد اللطيف يونس