كثرت الحرائق و تكاثرت مؤخراً وغدت أكثر اتساعاً في ريفي مصياف وسلمية ملتهمة آلاف الهكتارات من حقول الشعير والقمح والأشجار المثمرة التي كان أصحابها ينتظرون و يتطلعون لموسم وفير بعد شتاء جادت فيه السماء بخيراتها. مواسم يحصدونها بأنفسهم لا أن تلتهمها النيران مع حلم و فرحة كانت تنمو مع نمو تلك المزروعات التي كلفتهم كثيراً من الجهد و المال و هي تشكل مصدر رزقهم الوحيد .
موضوع الحرائق في بساتين الأشجار المثمرة و حقول الشعير و القمح ليس جديداً و لكنه لم يكن بهذا الكم و الاتساع المريب و تحديداً في المناطق الريفية آنفة الذكر، ففي الأعوام الماضية كانت أقل مأساوية .
لاشك بأن الجهل يعد أحد أهم العوامل في اندلاعها مثل حرق الأعشاب غير المرغوب فيها، أو رمي أعقاب السجائر… الخ و لكن علينا أن نعي بأن هناك من يشعل النيران متعمداً و قد تم إلقاء القبض على بعضهم في مصياف وبقي أمرهم مجهولاً حتى الآن في سلمية .
المسألة ليست بسيطة و يجب عدم التهاون و التساهل بالتعامل معها لسببين الأول: حماية أرزاق الفلاحين، والثاني: حماية المحاصيل الاستراتيجية والأمن الغذائي، وفي هذا الأمر ينبغي أن يشارك الجميع فالكل معني بإيقاف الحرائق و مرتكبيها و لابد من التكامل في الجهد بين الجهات الرسمية والشعبية .
عهد رستم