ناحية صبورة المتعافية من الإرهاب بحاجة إلى اهتمام شــح بميــاه الشــرب والخـــدمات العامـــة ومستلــزمــات الـــزراعــة الخدمات الفنية لم تُزِلْ الركام والأنقاض مدرسة الشهيد علي يوسف آيلة للسقوط

 

يعاني أهالي ناحية صبورة بريف مدينة سلمية الشرقي من شح مياه الشرب وخاصة مع قدوم فصل الصيف ، والمشكلة ليست بجديدة ، فمنذ سنوات هذه المعاناة،على الرغم من الطلبات العديدة والوعود الكثيرة من المسؤولين ومؤسسة المياه ، والواقع من سيئ لأسوأ ، وتحتاج لحل جذري ، كما تعاني بلدية صبورة من ضعف بالإمكانات المادية ونقص بالعمال والآليات ، لتقديم الخدمات المطلوبة بالشكل الأمثل ، كما تحتاج الناحية لإعادة تأهيل وصيانة ما تسبب به الإرهابيون بقذائف حقدهم على الناحية التي صمدت مع أهلها طوال سنوات الأزمة .

الفداء مع الأهالي
صحيفة الفداء كان لها جولة ميدانية ، اطلعنا من خلالها على واقع ناحية صبورة ، والتقينا عدداً من المواطنين والمعنيين بقطاع الخدمات ومياه الشرب والزراعة .
عدد من المواطنين قالوا لنا : نعيش منذ سنوات عديدة أزمة بالحصول على مياه الشرب ، فمصدر المياه واحد من محطة التحلية ، وكل أسبوع وأحياناً أكثر ، يتم تزويد كل حي بالمياه لمدة ساعة ، وفي حال انقطاع الكهرباء تذهب المياه معها ، ونبقى بدون مياه ، ومع قدوم فصل الصيف تزداد المعاناة ، وواقع مياه الشرب من سيئ إلى أسوأ ومرتبط بعمل المحطة ، ونضطر لشراء مياه من صهاريج خاصة مصادرها غير موثوقة وأحياناً تكون غير صالحة للشرب، أو حتى للاستخدام المنزلي ، والمسؤولون يعدوننا بإيجاد الحلول ، ولكن منذ سنوات نعيش هذه المعاناة ولا حياة لمن ينادي ، نأمل أن يكون هناك حل جذري ، والعمل على جر مياه للشرب من مصدر دائم لمنطقة سلمية وريفها ، يغطي حاجة البلدة وغيرها من البلدات .
مع بلدية صبورة
رئيس مجلس البلدية المنقذ مصطفى السلموني حدثنا قائلاً : بلدة صبورة تقع بريف سلمية الشرقي وتعد من أكبر نواحي مدينة سلمية ، يتجاوز عدد سكانها / 125 / ألف نسمة ، ومساحتها تصل إلى /400/ هكتار ، و البلدية تقدم الخدمات الضرورية للبلدة وأهلها ، ضمن الإمكانات المتاحة والضعيفة بالسيولة المالية والعمال والآليات ونقص المحروقات ، ويتم ترحيل القمامة يومياً ، وتحتاج البلدية لدعم مادي لإعادة تأهيل وصيانة وتزفيت عدد كبير من الشوارع ، وتخديم عدد من الأحياء بالصرف الصحي .
وخلال سنوات الأزمة تعرضت البلدة لهجمات إرهابية وصواريخ غادرة ولانفجار سيارة مفخخة ، أدت هذه الأحداث الأليمة لتخريب وتدمير عدد من الأبنية والبنى التحتية ، منها /تدمير المركز الثقافي بالكامل وجزء كبير من مدرسة الشهيد علي بديع يوسف التي باتت آيلة للسقوط ، ومعمل السجاد وغير ذلك / وقدمت البلدة أكثر من /320 / شهيداً و /400 / جريح ، ورغم ذلك لم يتم تقديم أي خدمة من الخدمات الطرقية والصرف الصحي ، ولم نلحظ أي اهتمام بإعادة تأهيل الكثير من المباني والبنى التحتية التي دمرها الإرهاب ، على الرغم من مطالبنا ، ومطالبات ذوي الشهداء لتخديم أحياء يقطنون فيها ، ولم تلقَ المطالبات آذاناً مصغية بسبب الروتين والإجراءات الإدارية القاتلة .
نقص حاد بمياه الشرب
ويضيف رئيس البلدية قائلاً : وتعاني البلدة وأهلها من نقص حاد بمياه الشرب والمياه الصالحة للزراعة ، حيث أغلب المواطنين من البيئات الفقيرة والتي تعمل بالزراعة ولا يوجد لديهم مردود مادي آخر ، وشح المياه يشكل معاناة لهم وأعباء مالية كبيرة ، كما تحتاج البلدة لتوسيع المخطط التنظيمي ، فعلى أرض الواقع يمتد البناء بعدة اتجاهات ، وبات هناك أحياء كاملة خارج المخطط وتحتاج لتخديمها بالصرف الصحي والطرق ، مع العلم أن هذه الأحياء يقطن فيها ذوو شهداء وجرحى ، وتقدموا بطلبات كثيرة لتخديمهم .
تفعيل المؤسسة الاستهلاكية
ويطالب الأهالي بتفعيل المؤسسة الاستهلاكية التي تم إغلاقها بدون أسباب معروفة ، كما نطالب الخدمات الفنية بتنفيذ موافقة المحافظة الصادرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ، التي تطلب إزالة الركام والردميات التي تسببت بها الأحداث ، لكن حتى الآن لم يتم تنفيذها بحجة عدم توافر المحروقات للآليات.
عن مياه صبورة
رئيس وحدة مياه صبورة المهندس غازي الصطوف حدثنا قائلاً: تتغذى بلدة صبورة من محطة التحلية ، وهي المورد الأساسي ، وبئر سطحي في أراضي المبعوجة ، ويتم ضخ المياه إلى خزانين سعة 300 م3 ، وتم تشكيل فريق عمل لإعداد دراسة لخط تغذية رديف بمحطة التحلية ، ونحن على وشك الانتهاء من إعداد دفتر الشروط اللازمة لتنفيذه ، وتم مراسلة مديرية الموارد المائية بخصوص حفر بئر سطحي آخر بقرية المبعوجة لدعم مياه صبورة ، ونفذت وحدة المياه خطوط مياه داعمة لضمان تحقيق ما أمكن من عدالة بتوزيع المياه للمواطنين ، وسنقوم بتنفيذ غرفة على الشبكة الرئيسية بالحي الشرقي لتأمين المياه بشكل عادل ، والبلدة قسمناها لستة أحياء ، يتم سقاية كل حي دورياً كل ستة أيام مرة ، والكميات قليلة ولاتلبي الحاجة الفعلية ، ونأمل أن يكون هناك مشروع استجرار مياه للشرب من مورد دائم يروي ريف سلمية وقراها وبينها بلدة صبورة التي تعاني من شح مياه الشرب ، كما كان هذا الموضوع قبل سنوات الأزمة ، ومن أهم الصعوبات التي نواجهها ، هي إيصال المياه إلى أطراف البلدة الخارجة عن المخطط التنظيمي ، ويتم تخديمها بواسطة صهريج المياه .
الواقع الزراعي
رئيسة دائرة زراعة صبورة المهندسة سوزان السلموني حدثتنا قائلة : يمتد عمل الدائرة ، على مساحة /878000/ هكتار ، موزعة على ثلاث مناطق استقرار ثانية وثالثة ورابعة ، تتميز بمناخها الجاف وشبه الصحراوي وتراجع الهطولات المطرية ، باستثناء هذا العام فالهطولات تجاوزت المعدل السنوي ، وتعتمد المنطقة على زراعة الحبوب من القمح والشعير والأشجار المثمرة وخاصة الزيتون التي تعد زراعته من الزراعات الرئيسية ، وغيرها من الزراعات الصيفية والشتوية ، بالإضافة لتربية الأغنام ، وتتبع للدائرة ست إرشاديات / صبورة وعقارب والسعن والمبعوجة والعمية والرهجان / . وخلال الأزمة تضررت الدائرة بشكل كبير وخروج أغلب الإرشاديات والمساحات الزراعية عن الخدمة ، منها إرشاديات / الرهجان والعمية / وفي السعن /90% / من المساحات الزراعية خرجت عن الخدمة ، والمبعوجة خرجت كل القرى التابعة للإرشادية عن الخدمة ، ماعدا المبعوجة رغم تضرر جزء من البناء ، وبإرشادية عقارب خرج ثلث المساحات الزراعية عن الخدمة ، وصبورة خرج عن الخدمة أكثر من 40% من القرى التابعة لها وتقطعت سبل الوصول إلى بعض القرى التابعة لها ، ما انعكس سلبياً على العمل الزراعي وتراجعه ، وأدى للحد بشكل كبير من الأنشطة الزراعية في مجال الدائرة، ومن أهم الصعوبات الي تعاني منها الدائرة ، صعوبة التنقل من وإلى المدينة ، والجفاف والتغيرات المناخية ، إضافة لتأثيرات الأزمة في نزوح كامل لبعض القرى واستنزاف لمواردها البشرية وعمليات التخريب وقطع الأشجار وسرقة أجهزة الضخ .
إعادة الحياة للزراعة
بعد تحرير المناطق الزراعية والقرى التابعة لمجال عمل الدائرة ، على يد أبطال الجيش السوري والقوات الرديفة ، وعودة المواطنين لقراهم وأراضيهم ، بدأت تتعافى الأراضي الزراعية ، والعمل يسير بشكل مكثف لإعادة الحياة للأراضي الزراعية والارتقاء بالواقع الزراعي لصبورة وريفها ، ونعمل حالياً على تنفيذ مدارس حقلية للمزارعين / زراعة الزيتون ـ والخضار ـ وصناعات غذائية ، ومدرسة أغنام / في قريتي السعن وعقارب ، ضمن مشروع التعافي 2 مع مؤسسة الآغاخان ، وقمنا بتوزيع منحة دجاج بيّاض لـ /50 / مستفيداً على مستوى الدائرة بقريتي صبورة وعقارب من منظمة الفاو ، بالإضافة لعمليات الوقاية والمكافحة ، تم توزيع /110/ حقائب بيطرية لمربي الأبقار من مؤسسة الآغاخان ، وتم توزيع مادة المازوت الزراعي لأصحاب الدواجن خلال العام الحالي فقط ، وبدأنا بتوزيع المازوت الزراعي على المزارعين ، حسب الكميات الواردة وقوائم المسجلين بالتساوي ، وتقدم الدائرة الخدمات البيطرية اللازمة من لقاحات وقائية ، ومتابعة طبية للثروة الحيوانية الموجودة ، وهناك توجه كبير لتربية الأغنام والمواشي ، والبلدة بأمس الحاجة لمركز أعلاف ، فأكثر المربين يعتمدون على الأعلاف بغياب المناطق الرعوية ، والشكر لمديرية زراعة حماة على جهودها المبذولة لتأمين كل متطلبات الدائرة والمزارعين ضمن الإمكانات المتاحة .
واقع المدارس
مديرة مدرسة الشهيد علي يوسف جمانة محمد علي أكدت لنا قائلة : جانب كبير من المدرسة آيل للسقوط نتيجة تفجير إرهابي سابق، الذي أدى لأضرار كبيرة بالمدرسة وتشقق وتصدع ببناء المدرسة وباحتها ، وباتت الحاجة ماسة لإعادة بناء، فالصيانة لا تنفع .
إضافة لذلك تعاني مدارس البلدة من نقص حاد بالأثاث المدرسي من مقاعد وكراسٍ وطاولات وصيانة الأبنية وتأمين مستلزمات العملية التربوية والتعليمية .
ختاماً:
معالجة واقع بلدة صبورة ومعاناة أهاليها من نقص مياه الشرب، وتحسين واقعها الخدمي يحتاج لاهتمام ودعم مادي من المحافظة والجهات المعنية ، ويأمل مواطنوها بإيجاد الحلول السريعة لتخفيف معاناتهم .
حـسـان نـعـوس

المزيد...
آخر الأخبار