يعتقد بعضهم أن المناصب تدوم طويلاً وخاصة المناصب التي تأتي دون معايير تخدم مصالح الناس فالمنصب مسؤولية أولاً وأخيراً والمسؤولية أمانة في عنق من وضعت فيه لذلك من الواجب أن يتحمل صاحبها مايترتب على هذه الأمانة، أما إذا تحولت المسؤولية إلى وسيلة لتحقيق أهداف شخصية لا يمكن أن يكتب لها الاستمرار والنجاح أو يتوالد من خلالها البقاء والأثر الطيب الذي يدل على من أرادها أن تكون جسراً للوصول إلى غايات غير مشروعة وأن كثيراً من الناس يعتقد أن الأضواء التي تسلط على المسؤول كونه في موقع ما، ماجاءت من عمله وفهمه وعبقريته متناسياً أن هذا الموقع هو الذي خلق القيمة المعنوية لهذا أو ذاك، من تبوأ موقعاً وخاصة اذا كان غير مؤثر في المجتمع فالمفارقة تكمن بين الموقع وصاحبه وبين المسؤولية والقائم على إنجازها بأكمل وجه فمن وضع في موقع أكبر منه لايمكن أن يكون ناجحاً في عمله ومن تبوأ موقعاً أصغر من إمكاناته وقدراته قد ينجح إذا سخر إمكاناته في تنفيذ مهمته وأخذ العمل حيزاً كبيراً من وقته ويمكن أن يفشل إذا ما انشغل في أمور لاعلاقة لها في عمله مستهيناً في مهمته معتمداً على دعمٍ يظن أنه سوف يسهم في حمايته واستمراره فالدعم لايمكن أن يحمي مقصراً أو مسيئاً إلا إلى حين ولا يمكن أن يترك أثراً طيباً في نفوس الناس لأن المنصب زائل وإن طال وأن الشفيع الوحيد هو العمل المثمر الذي ينعكس على حياة الناس ومستقبل أطفالهم وهذا مايصنعه الرجال الذين نذروا أنفسهم لخدمة الوطن والذود عن حياضه وهناك من تسلم مواقع عدة وعندما ترجل لم يجد من يلقي عليه التحية والسلام هذه ظواهر يلحظها كل متابع لحركة المجتمع ومواقع المسؤولية والعالم، فالوداد الدائم خير من منصب مؤقت لايتم فيه اعتبار المنصب فيه مسؤولية وأمانة وليس تشريفاً ومزايا هذا منطق الحياة وحتمية التاريخ فالمسؤولية وسيلة وأمانة لخدمة المجتمع.
أحمد ذويب الأحمد