بات من الضروري أن تشكل الجهات المعنية بالزراعة وصندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية في المحافظة ، لجاناً فنية لحصر أضرار الفلاحين الذين أكلت – وتأكل – نيران الحرائق محاصيلهم الزراعية في غير منطقة من مناطق المحافظة ، للتعويض عليهم ما يمكن تعويضه من خسائر كبيرة ، بعد ما ضاع محصول وافر وتعب موسم زراعي هباءً منثوراً .
وبالطبع لاينبغي لتلك اللجان إذا ما شُكِّلتْ أن تنسى خلال حصرها المساحات الشاسعة من القمح والشعير ، أصحاب حقول الأشجار المثمرة وخصوصاً الزيتون ، التي طالتها تلك النيران أيضاً في عدة مواقع ومناطق .
فالفلاحون والمواطنون العاديون الذين التهمت النيران محاصيلهم الزراعية وأشجارهم المثمرة ، بالبلاء ( سوا ) وجميعهم خسروا موسم هذا العام من إنتاج أراضيهم الذي بنوا عليه أحلاماً وردية وآمالاً عريضةً لتحسين ظروفهم المعيشية وتسديد ما عليهم من ذمم مالية للمصارف الزراعية ، ولكنهم لم يحصدوا سوى الخيبة ولم يجنوا سوى الحزن !.
ولعلَّه من المفيد – بل هو مفيد جداً – أن يكون عمل تلك اللجان سريعاً ولا تنتظر انتهاء موسم الحرائق لتباشر عملها ، بل من الضروري أن تكون قد بدأت بحصر تلك المساحات المتضررة وتقدير قيمة الأضرار ، وإن لم تفعل حتى الساعة، فينبغي لها أن تبادر لذلك وتحصي ما تضرر خلال النصف الأول من هذا الشهر وتنظم به جداول وترفعها إلى صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية ، على أن تعاود الكرَّة بنهاية الشهر الجاري لحصر أضرار الفلاحين خلال نصفه الثاني وهكذا دواليك ، ليُصار إلى تعويض الفلاحين المتضررين من الحرائق بسرعة قصوى.
ما نودُّ توضيحه بهذا المجال ، هو أن يكون عمل هذه اللجان نصف شهري ، لتحقيق سرعة البت في إقرار تعويض الفلاحين عن خسائرهم الكبيرة ، واختصار مراحل كثيرة من الروتين والمراسلات والاجتماعات وغير ذلك ، بهدف دعم الفلاحين والمواطنين المتضررين من تلك الحرائق التي أكلت الأخضر واليابس وقضت على أماني أسر كاملة كانت تعلل النفس بخير عميم وفرح كبير .
فذلك أسهل عليها وعلى المتضررين ، فإعداد قوائم اسمية وجداول نصف شهرية بحجم الأضرار وقيمتها التقديرية ، وإصدار قرارات صرفها عن كل نصف شهر ، أجدى من الانتظار الطويل ريثما ينتهي موسم الحرائق وتنتهي اللجان من عملها نهائياً وإصدار قرار صرف واحد وقد لايصدر إلا بنهاية العام !.
وبالطبع ، ما ندعو إليه هو إنقاذٌ للفلاح من ربقة همٍّ جديد أوقعته الحرائق في لجَّتها ، هذا إذا كانت الحرائق الطبيعية أو المفتعلة مشمولة بتعويضات ذلك الصندوق، أو إذا كانت تعدُّ من الكوارث الطبيعية ! .
* محمد أحمد خبازي