حجج الوحدات الإدارية المقصرة بمكافحة الحشرات الزاحفة والطائرة ، وتنفيذ حملات رش فاعلة ، هي أوهن من بيت العنكبوت ، لافتقادها المنطق ومخالفتها الواقع !. ومن المعيب والمخجل أن تترك تلك الوحدات المواطنين يعانون ما يعانون من أذى الحشرات وضررها ، بحجة أنها لا تملك مازوتاً يكفي لتنفيذ حملات رش المبيدات الحشرية بمجالاتها الإدارية ولا اعتمادات لديها لهذه الغاية !.
ما يعني أن المواطن سيظل عرضةً لتلك الحشرات العجيبة الغريبة ، التي تسرح وتمرح في منزله أو حيه وفي هذه الظروف الجوية المناسبة لنشاطها الحيوي ، والتي بتنا نرى فيها أنواعاً وأشكالاً وأحجاماً فريدة لحشرات لم نرها خلال السنوات الماضية. فكما تختلف هذه السنة عن سابقاتها ، بكمية وأنواع وأشكال وأطوال الأعشاب البرية التي نبتت على جوانب الطرقات ومنصفاتها والأراضي الزراعية ، وبدرجة حرارة الجو العالية فيها ، كذلك تختلف عن سابقاتها بالحشرات التي تغزو بيوتنا وتمنعنا من فتح شبابيكها ، وتجد طريقاً لها إلى أجسادنا وأطفالنا رغم كل التحصينات التي نبتكرها ، وكل إجراءات الوقاية المنزلية التي نتبعها !.
ولم تمنعها كل احتياطاتنا عن اجتياح منازلنا ولسعنا ولدغنا، وترك آثارها البغيضة على جلدنا ، وكل ما يقال عن أنها مفيدة للبيئة غير صحيح، وكل تطمينات وزارة الزراعة لنا بأنها غير مؤذية، تنفيه آثارها على وجوه أطفالنا وأطرافهم !. ولربما يكون ذلك صحيحاً أو مفيداً في بيئة نظيفة، خالية من القمامة وروث الحيوانات ومصادر التلوث البيئي الأخرى ، التي باتت من مميزات مدننا وقرانا وعلاماتها الفارقة !. فحتى حماة التي كنا نتغنى بنظافتها قياساً إلى غيرها من مدن المحافظة ، والتي عُدَّت من أنظف المدن العربية في عام غابر ، هي اليوم تعاني أكثر ما تعاني من التلوث البيئي وخصوصاً في ساحة العاصي .
وباعتقادنا تقصير بعض مجالس المدن والبلدات بحملات مكافحة هذه الحشرات بحجة عدم توافر المازوت والمبيدات ، غير مبرر على الإطلاق . فالمبيدات متوافرة بمجلس مدينة حماة الذي يقدمه لأي بلدية تطلبه ، والمازوت ليس شحيحاً وإنما منهوباً، ويمكن لكل بلدية توفيره لحملات مكافحة الحشرات لو كانت راغبة بذلك ولو عملت على تأمينه عند التخطيط لتنفيذ الحملات ورفعه جانباً لهذه الغاية، هذا إذا كان التخطيط بصلب اهتمامها .
ويمكنها اليوم إنقاذ سمعتها من ألسنة مواطنيها بالاعتماد على العمل الشعبي، واستثمار علاقاتها بأصحاب محطات المحروقات العاملة في نطاق حدودها الإدارية، للتبرع لها بالمازوت اللازم لحملات رش المبيدات الحشرية من منطلق التشاركية ، ولانظن أصحاب المحطات يتأخرون إذا ما طلب منهم ذلك ، فكل ما يقدمونه أو سيقدمونه هو من طرف الجيبة !.
محمد أحمد خبازي