مهما تكن الإجراءات الاحترازية والاحتياطية، التي اتخذتها مديرية التربية لتأمين المراكز الامتحانية في منطقتي محردة والغاب ، فلن تكون آمنةً مئة بالمئة من اعتداءات الإرهابيين ، ولا أحد يستطيع ضمان أمنها وأمانها مهما ادعى ذلك ، وليس بمقدوره حماية التلاميذ والطلاب من أبناء المنطقتين المذكورتين من أي أذى محتمل لاسمح الله .
وباعتقادنا المكابرة في هذه المسألة ، التي تتعلق بسلامة أبنائنا تلاميذ شهادة التعليم الأساسي وطلاب الثانوية العامة ليست بمكانها ، وهي هنا خطأ فادح ، ينبغي عدم الوقوع به ، فعندما تقع الفأس بالرأس لا قدر الله لا ينفع الندم .
وبالتأكيد تأجيل الامتحانات العامة بالمنطقتين المذكورتين ، ريثما يستقر فيهما الوضع الأمني ويعلنهما جيشنا الباسل آمنتين تماماً ، أسلم لتلاميذنا وطلابنا ، ويبعد عنهم أي خطر محتمل ، ويحفظهم من شرور الإرهابيين الذين لا يتوانون عن ارتكاب أي جريمة ، وعن أي قصف عشوائي لأي منطقة.
فهم محشورون بعنق الزجاجة ، ويصليهم جيشنا الباسل ناراً حامية على مدار الساعة ، ويكبدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد ، وهو ما يجعلهم يضربون بصواريخهم خبط عشواء ، في محاولة يائسة لرد الروح المعنوية المنهارة لفصائلهم المرتزقة التي تتلقى ضربات الجيش الموجعة على كل المحاور والجبهات .
وما استهداف مدينة حماة الآمنة المطمئنة ليل الجمعة بأربعة صواريخ سوى دليل على بؤسهم ويأسهم ، وعلى محاولتهم الأذى بكل الجهات .
وباعتقادنا لن يطول تأجيل الامتحانات العامة في المنطقتين المذكورتين – إذا ما تمَّ – لأن جيشنا البطل مصممٌ على تنظيفهما من الإرهاب ، وهو ماضٍ بهذه المهمة على جناح السرعة ، وماهي إلاّ أيام معدودة حتى يعلنهما خاليتين تماماً من الإرهابيين ، فهذه عادته بكل منطقة يدخلها ، وهذا شأنه في كل معركة مع شذاذ الآفاق ، إذ لا بدَّ أن يدحرهم وينتصر ، فهذا قدره.
وأما إذا لم تؤجل الامتحانات ، فلكم أيها المسؤولون الأحباء أن تتخيلوا الحالة النفسية لتلاميذنا وطلابنا وأهاليهم ، وليضع أيُّ واحد منكم نفسه بموضعهم !.
فأيُّ امتحانات هذه التي ستكون تحت الخوف ، وكيف سيجيب تلاميذنا وطلابنا عن الأسئلة وهم ( يرفلون ) في ظرف نفسي سيئ، وكيف باستطاعته مسك أقلامهم وهم غير مرتاحين نفسياً ؟.
نعتقد تأجيل الامتحانات في المنطقتين المذكورتين بضعة أيام حرصاً على سلامة أبنائنا التلاميذ والطلاب ، ضرورة قصوى تمليها الظروف الراهنة ، وهو نقطة مضيئة تسجل لوزارة التربية ومديريتها بالمحافظة ، بل لمسؤولي المحافظة عموماً إذا ما سعوا إلى ذلك ، وهم بالتأكيد أكثر حرصاً منا على تلاميذنا وطلابنا.
* محمد أحمد خبازي