حديث ساخن : حرائق الغابات والتحطيب واقع مر وأليم

تعرضت الغابات والمحميات الطبيعية السورية خلال سنوات الأزمة لاعتداءات وحشية بطرق ممنهجة عبر قطع الأشجار والاحتطاب والتوسع العمراني وافتعال الحرائق لمساحات واسعة، وفي وقت يقدر المعنيون أضرارها الاقتصادية بمليارات الليرات عدا عن آثارها البيئية والسياحية والصحية .
وتبلغ مساحة الغابات في سورية حوالى /520/ ألف هكتار منها /230/ ألف هكتار غابات طبيعية والباقي تحريج اصطناعي ، ويبلغ عدد المحميات والحدائق النباتية ومناطق الوقاية /31/ محمية ومنطقة بمساحة إجمالية تصل إلى /184521/ هكتاراً .
هذه المساحات تشكل ثروة وطنية اقتصادية وبيئية وسياحية وصحية بما تمتلكها من مقومات الطبيعة الصرفة .
ولكن هذه الغابات والمحميات شهدت حالة مرعبة من التدهور السريع خلال السنوات الأخيرة نتيجة الأزمة التي تعيشها سورية والتي طالت كل ما فيها، من بشر وحجر وشجر، فتعرضت لاعتداءات بشرية ممنهجة عبر القطع العشوائي الوحشي للأشجار الحراجيّة بهدف الاحتطاب والمتاجرة بها وكذلك الرعي الجائر والتوسع العمراني بالإضافة إلى الخطر الأكبر المتمثل بالحرائق المفتعلة التي أجهزت على مساحات واسعة من الغطاء الأخضر .
ومع بداية موسم الصيف بدأت الحرائق بالاشتعال وأكلت مواقع كبيرة وواسعة ، كما أن مافيات الغابات تستخدم تقنيات حديثة في قطع الأشجار والرصد والتخفي. ولكن ليس هذا كل شيء.
يذكر أنه وفي عام 2013 صدر قانون منح المواطنين حق الانتفاع للقاطنين في القرى الحراجية القريبة والمتاخمة للأراضي الحراجية والغابات من حراج الدولة بقدر حاجاتهم الشخصية وضمن الحدود والأصول كما تم توجيه مديريات الزراعة لبيع المواطنين كمية 2 طن من الأحطاب والأخشاب والفحم إن وجد للسكان المستحقين وفق البطاقة العائلية، وهذا الأمر بدأ في العام المذكور لتخفيف العبء عن المقيمين بجوار مواقع التحريج والغابات في تأمين مواد التدفئة والاحتياجات المنزلية من الوقود ومنعاً من الاعتداء على الغابات من ضعاف النفوس.
ومنذ عام 1953 صدرت تشريعات منظمة لاستثمار الثروة الحراجية والحفاظ عليها كان آخرها قانون الحراج الصادر بالمرسوم رقم 25 لعام 2007 إضافة إلى قانون الضابطة الحراجية رقم 4 لعام 2006 الذي أعطى الصلاحية للضابطة الحراجية كقوة تنفيذية تتمتع بصلاحيات الضابطة العدلية والضابطة المانعة ومهمتها حماية أحراج الدولة والخاصة والحيلولة من دون وقوع التعديات عليها وقمع كل نوع من أنواع المخالفات الحراجية من قطع وحرق وغيرها.
وتشير الدراسات البيولوجية والتاريخية والجغرافية إلى أن غابات سورية كانت تغطي نحو 47 بالمئة من مساحتها إلا أن نشاطات الإنسان المتنوعة أدت إلى تدهور وتراجع الثروة الحراجية عدا عن حرائق الغابات سواء الطبيعية أم المفتعلة.
قبل سنوات لوحظ وجود أسر فقيرة تعتدي على الأشجار بهدف التدفئة، اليوم تطور الأمر فأصبح الإتجار بالأشجار مهنة تتصدى لها «مافيات التحطيب» من خلال افتعال الحرائق في الغابات كمبرر لتحطيبها والتعامل معها على أنها مناطق حراجية محروقة.
«ظاهرة الاعتداء على الأشجار لا تتم بشكل عفوي .. هناك «مافيات» تمارس التحطيب بقصد التجارة وليس التدفئة».كثير من المواطنين يلجؤون لاستبدال مدافئ الكاز بـ «مدافئ الحطب» كونها البديل الأوفر بعد ارتفاع أسعار الوقود وانقطاعه .. هذا الإجراء يشكل خطراً على الغطاء النباتي الذي تتميز به محافظاتنا» فهل تستفيق الجهات المسؤولة عما يجري لرئة سورية.

ازدهار صقور

المزيد...
آخر الأخبار