نبض الناس : هذا من فضل….!

تعد وزارة التنمية الإدارية مشروع قانون، عنوانه العريض
(من أين لك هذا؟ ) لترفعه إلى مجلس الشعب لإقراره بعد التداول والمناقشة المستفيضة ، ليصبح نافذاً منذ صدوره، وليتيح لنا كمواطنين معرفة الملاءة المالية للذين يتبؤون المناصب العامة بالدولة قبل وبعد تكليفهم بمهامهم ، و للتأكد من نزاهتهم أو عدمها، وهل استغلوا مهامهم الوطنية لمصالحهم الشخصية أم لا ، وهل أثروا على حساب الوطن والمواطن أم خرجوا كما دخلوا من مواقعهم نظيفي اليد؟!.
وباعتقادنا سيجعل هذا القانون إذا ما أُقرَّ ، الكثير من الطامحين للمناصب اليوم يتخلون عن طموحاتهم ، ويكفون عن السعي لاستلام أي منصب ، وللاعتذار عن قبول أي مهمة أو تكليف ، إذا ما ارتأت الجهات العليا تكليفهم بها ، إلاّ من كان فعلاً يحملُ بفكره مشروعاً وطنياً وراغباً بخدمة وطنه ومواطنيه من ( قلب ورب) كما يقال بالدارج الشعبي ومأثور الكلام، وخصوصاً في هذه الفترة من حياة وطننا الغالي التي تتطلب الإفادة من كل طاقة وطنية خلاَّقة ، ومن كل جهد مخلص ، وحرق المراحل لإعادة إعمار البشر قبل الحجر والشجر .
ونأمل أن يكون لهذا القانون – الذي هو حديث الساعة اليوم ، كونه معبراً عن نبض الناس – إذا ما أُقر ، مفعول رجعي تعرض الوزارة بموجبه الوضع المالي للمسؤولين الحاليين والسابقين بمختلف مستوياتهم ودرجاتهم ومواقعهم ومهامهم ، لإطلاع الناس على تبدل أحوالهم قبل وبعد المنصب ، و ليُصار إلى محاسبة أيَّ مسؤول منهم أكل الأخضر واليابس خلال مهمته التي فهمها امتيازاً ومكسباً لا أمانةً وتشريفاً ، لذلك لم يُبقِ شيئاً أخضرَ في مجال عمله غير لوحات سياراته !.
إن المواطنين يتطلعون لهذا القانون المهم، وينتظرون إقراره باهتمام بالغ ، ويتوقون لتطبيقه بمفعول رجعي على أحرِّ من الجمر !.
فقد سئموا من بعض المسؤولين الذين يبيعونهم وطنيات بالنهار ويسرقون الوطن في الليل ، بل بكل الأوقات ، و أصابهم اليأس من عدم محاسبة أي مسؤول سابق أو حالي فاحت رائحة فساده ، ولكن لم يُحاسب ، بل تفرَّغَ للتلذذ بإنفاق ما نهب من مقدرات البلاد ورقاب العباد !.
ونرى كصحافة تتحسس نبض الناس ، ضرورة السرعة بإقرار هذا القانون بمفعول رجعي أيضاً ، لتنظيف البلد من الفساد والفاسدين مهما يكن نوعهم وشكلهم تنظيفاً جذرياً وتاماً ويطال الكبار قبل الصغار ، وخصوصاً أولئك الذين ولدوا وانتفخوا خلال سني الحرب الهمجية على بلدنا الحبيب، والذين إذا ما سُئلَ واحدهم من أين لك هذا يجيب : ( هذا من فضل ربي!! .

* محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار