أن يفقد الإنسان هويته الشخصية ، إنها لعمري مشكلة كبيرة ، و كبيرة جداً. فالهوية هي دليل إثبات و تعريف و شهادة بأن هذا الشخص هو فلان، فبدونها يضيع الإنسان و لا قيمة له نهائياً ، و لن يبرهن على وجوده إلا من خلال هذه الهوية ، و إذا ضاعت أو اختفت لسبب أو لآخر ، أو سرقت ، فإن صاحبها لا يعرف ليله من نهاره ، يفكر و يفكر ، يركض و يلهث وراء اثنين من الشهود ، وتحرير ضبط في المخفر ، و استصدار إخراج قيد فردي ملصق عليه الطوابع الرسمية مع الخاتم و التوقيع من دائرة السجل المدني ، حتى تستخرج له هوية جديدة ، و عندئذٍ يحس بإحساس ممتع بأن شخصيته قد عادت إليه بعودة الهوية .
وعلى شاكلة هذا الموضوع بالنسبة لبعض السيارات المفيمة التي نراها في الشوارع و لا نعرف هوية من بها و لا هوية من يقودها و هي تشكل رعباً حقيقياً بالنسبة للمواطنين ، مع العلم بوجود أوامر صارمة بحظر تفييم السيارات إلا لعدد محدود فقط من المسؤولين و بموافقة رسمية.
كذلك بعض السيارات التي لا تمتلك أية هوية رسمية ، بمعنى آخر ، لا توجد عليها أية أرقام لا من الأمام و لا من الخلف ، أي إن عائديتها مجهولة ، فإذا حصل أي حادث مروري أو غيره ، من قبل السيارة المفيمة أو مجهولة العائدية و هرب السائق ، فما هو الحل ؟ و كيف سيصل المواطن إلى حقه و كيف سنحس بالأمن و الأمان بوجود مثل هذه الظواهر ؟ .
أضف إلى ما سبق : يقوم عدد من سائقي سيارات أخرى بدهان اللوحات الرقمية بدهان أبيض ، ما يصعب معه قراءة الأرقام من قبل عناصر شرطة المرور أو من قبل المواطنين في حال حصول حادث ما ، أو ارتكاب مخالفة ما .
كل ما نأمله من الجهات المعنية والمهتمة لشؤون المواطنين ، و حرصاً على سلامة الجميع و عدم ضياع حق أي مواطن ، أن تتم ملاحقة المخالفين و محاسبتهم و قمع هذه الظواهر و المظاهر التي من المعيب وجودها ، فحماية المواطنين والحرص على حياتهم لا تأتِ إلا من خلال سيادة القانون و الأمن و الأمان .
و أخيراً : الحفاظ على الهوية ، أمر هام و ضروري جداً لراحة البال .
مجيب بصو