أعلن المدير العام للشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية )سادكوب) سابقاً ، أن توزيع مازوت التدفئة للمواطنين سيبدأ بشهر آب المقبل ، فهو متوافر بكثرة، ولاتوجد أي مشكلة بتخصيص 100 لتر لكل أسرة كدفعة أولى !. بالتأكيد هذا الإعلان جميل حقاً ، والأجمل منه أن تبادر الجهات المعنية لتطبيقه بالموعد المحدد ، أي قبل موسم الشتاء ، كي لاتحدث اختناقات كما هي العادة ، وكي لا يتعرض المواطن لمعاناة شديدة في توفير مخصصاته من مازوت التدفئة عندما يكون بحاجة ماسة لها.
فالاستعداد المبكر لتمكين المواطن من مازوته ، أمر جيد ويحقق نتائج مُرضية ، إذا ما تم التوزيع بطرق نزيهة وسلسة ، ليس فيها تلاعبٌ أو تجاوزاتٌ أو خللٌ بالتوزيع .
وما نأمله حقاً هو أن تفي الشركة السورية للمحروقات بتعهداتها في هذا العام ، وتعمل على تخزين مخصصات المواطنين من المازوت بالكميات التي تكفيهم طيلة الموسم الشتوي ، وتبعد عنهم الشقاء من الركض إلى محطات المحروقات في مناطقهم للحصول على 20 لتراً بالأيام الباردة ، أو إلى السوق السوداء للشراء منها مهما يكن سعر اللتر ، ومهما يكون حجم الاستغلال الذي يتعرضون له ، فذلك أرحم لهم من أن ينخر البرد القارس عظامهم وعظام أطفالهم .
ففي العام الماضي لم يحصل عدد كبير من مواطني المحافظة على مئة اللتر الأولى من مازوتهم ، وخصوصاً بأرياف الغاب ومصياف ، فما بالكم بباقي الكمية أي ال 400 لتر؟.
لقد سمع المواطنون فيما سبق كلاماً معسولاً ووعوداً طنانةً ، بأن ال 400 لتر سابقة الذكر مخصصاتهم السنوية بالحفظ والصون ، وستوزع عليهم بدفعات متتالية ليكون شتاؤهم دافئاً ، ولكن الكلام ظلَّ كلاماً والوعود ذهبت طيَّ الرياح ، ومن حصل منهم على مئة اللتر الأولى لم يحصل على غيرها ، ومن حصل على الثانية – ومنهم من حصل فعلاً – لم ينل الثالثة !.
ما يعني بالمختصر المفيد ، أن الجهات المعنية بتدفئة المواطن لم تنفذ تعهداتها ولم توفر له مازوته ، وهو ما دفعه دفعاً إلى البحث عن بدائل لم تكن جيدة ولا نظيفة، وإلى السوق السوداء التي كان فيها ضحية فساد لجان التوزيع وحيتان المازوت ، التي انتفخت جيوبها وكروشها بالمال الحرام المنهوب من مقدرات البلاد والعباد .
بكل الأحوال ، من ضرب خلال العام الماضي ضرب ومن هرب هرب ، أي من تاجر بمخصصات المواطن استفاد وانبسط ولم يقل له أحدٌ من أين جنيت هذا ، وكم مواطناً استغللت حتى امتلأت جيوبك بما امتلأت من مال المحروقات الحرام.
وما نأمله اليوم ألاّ يتكرر سيناريو العام الماضي وماقبله ، فمن حق المواطن أن يحصل على مخصصاته من مازوت التدفئة بالكمية المحددة وبالوقت المناسب.
محمد أحمد خبازي