يقر الجميع من أصحاب الضمائر الحية ، أن مشفى سلمية الوطني قدم و يقدم أعمالا كبيرة الكم و ممتازة النوعية ضمن المجال الصحي ، و لا يخفى علينا حجم و أهمية الدور الفعال الذي برز فيه المشفى خلال الأزمة ، و كيف انقذ حياة الآلاف ، و كان ملاذا لغيرهم ، و هنا لا أريد الإشارة حاليا في هذه العجالة إلى ضرورة الاهتمام بالمشفى ، و ضرورة دعمه جيدا ، و وجوب تزويده بالأدوية ، و لزوم شحذ همم كادره ، بل أريد الإشارة إلى ما هو أبسط من ذلك ، و من الضروريات لحياة المواطن و لعمل المشفى بحد ذاته ، حيث يبدو لأي مراقب كان ، ( خربان ) كل الشوارع المؤدية للمشفى ، و تحفرها بشراسة ، و نسيانها بقصد و عمد ، فالكل يعرف أن الوصول إلى المشفى مع أي مريض ، بالوقت المناسب ، و دون أية اهتزازات ، خاصة في حالات الإسعاف ، هو من ضروريات إنقاذ حياة المريض ، و من أولويات العمل في النطاق الصحي ، لكن حاليا هذا لا يتم ، لأن كل الطرق الواصلة للمشفى سيئة جدا ، و لا تملك أي تنظيم أو اهتمام ، أفلا يشير هذا لإهمال زائد ؟ ألا يشير هذا لابتعاد حقيقي عن تفعيل دور مشفى سلمية ؟ لنقول : لماذا ؟ بعد كل ما قدمه و ما يقدمه حتى اللحظة ، فالشوارع المحيطة و المؤدية إليه تحتاج لتأهيل سريع ، و لا أظن أن قليلا من كميات الإسفلت و مستلزماتها ، تشكل عبئ على أي جهة ، و لا أظن أن خدمة المشفى لا ترتقي لضرورة تنفيذها فورا ، هذا ما نعرضه حاليا ، منتظرين تحركا سريعا من أصحاب الهمم العالية ، خالية الشوائب ، ناصبة الحق في مكانه .
شريف اليازجي