فلاحنا بالعيون

لا تشوهوا صورته بالأذهان فمنذ نعومة أظفارنا ونحن نغني لفلاحنا النشيط الذي رسمت صورته في أذهاننا وهو يشمر كمّ قميصه عن ذراع سمراء تعكس أشعة الشمس عن قطرات العرق المتساقطة من على جبينه كلآلئ تضيء وجهه وهو واقف في أرض يملؤها اللون الأخضر بسنابل القمح وغيرها وهو منحنٍ على رفشه يفتح طريق الماء الذي سيروي عطش الأرض والسنابل. فلاحنا اليوم لم يتبقَ من له من هذه الصورة الجميلة سوى قطرات العرق التي تتساقط على وجهه وهو يسابق الريح للحصول على نقطة مازوت لسقاية أرضه، أو حبة سماد ليحيي بها زرعه الذي بدأ يطلب تغذيته بمادة السماد التي ستحيي حباته وتؤمن له ولنا غذاءنا في الوقت المناسب. وفي الفترة التي يؤمن فيها ضعف الإنتاج وليس بعد ذلك، كما يجب أن يوفر على الفلاح مشقة عناء الحصول على المازوت اللازم للسقاية وقد بات عملة نادرة لا يمكن الحصول عليها بسهولة, إلا بأسعار خيالية قد تؤدي بالفلاح للخسارة الأكيدة لأنه سيشتريه بأضعاف مضاعفة مما سيبيع كما يحصل اليوم، حيث الزراعات التي تحتاج للري الدائم فيشتري المازوت بأسعار عالية ويبيع إنتاجه بأبخس الأثمان ما أدى به لخسارة كبيرة والرابح الأكبر هو بائع سوق الهال الذي يجلس معززاً مكرماً في محله ويربح أضعافاً مضاعفة مما يربحه الفلاح الذي يتعب ويشقى طوال العام ، وكذلك الأمر بالنسبة للسماد المتوافر في السوق السوداء ولكن بأسعار تفوق الخيال. رفقاً بفلاحنا النشيط ولتتركوا صورته في أذهان جيلنا بشموخه وعطائه وقطرات العرق المتلألئ على جبينه، ولا تبدلوا صورته بأخرى لشخص منكسر منهار ومهان في الحصول على أبسط ما تحتاجه أرضه وهو الذي يمدنا بالحياة.

ازدهار صقور

المزيد...
آخر الأخبار