نبض الناس : في مسألة الحملة على الدراجات !

للأسف الشديد ، تحوَّلت الدراجة النارية من وسيلة نقل خفيفة ومريحة ، إلى وسيلة للقتل شبه اليومي ، بسبب استخدامها الخاطئ من قبل شباب بمقتبل العمر ، يقودونها من غير وسائل الحماية وأهمها الخوذة ، ويعرضون بها حركات بهلوانية وبسرعة فائقة ، من مثل ( التشبيب) وقيادتها بعجلة واحدة لمسافة طويلة ، أو التسابق في مناطق ليست مؤهلة لذلك ، بل هي شوارع رئيسية تضيق على الناس !.
وهذه القيادة الرعناء ، جعلت منها خطراً محدقاً بمستخدميها من الشبان المتهورين ، وبالمارة الذين لايعرفون من أين تخرج إليهم تلك الدراجات وترعبهم ، ففي الشوارع الرئيسية يرونها، وفي الحدائق العامة والمتنزهات الشعبية يفسد عليهم راكبوها تمتعهم بالطبيعة والهدوء !.
وقد أمست حوادثها من أكثر الحوادث المرورية المميتة ، التي تزهق فيها أرواحُ شباب صغار ، يترك رحيلهم المفجع جروحاً لاتشفى في أفئدة ذويهم ، مهما طال بها الزمن ، لمرارة الفقد وبشاعة الرحيل .
ولهذا حملات الوحدات الشرطية بحماة وسلمية لمصادرتها ، وتحديداً لمصادرة التي يقودها مراهقون من دون غيرهم ، هي خطوة بالاتجاه الصحيح ، طالما الأهل غير قادرين على منع أبنائهم من قيادة هذه الدراجات بتهور شديد ، وليس بمقدورهم التخفيف من خطر قيادتها بهذا الشكل المرعب على حياة الناس بالشوارع أو الحدائق .
فعندما تغيب التوعية أو على الأقل لا تجدي نفعاً ، فلا بدَّ من إجراءات صارمة ورادعة ، تحمي الشبان الصغار أولاً من خطر دراجاتهم ، والكبار ثانياً من الاستخدام الأرعن لوسائل القتل المجاني تلك ، أو المسببة لعاهات دائمة . وبالتأكيد في مسألة مصادرتها ، ثمّة حالات لاتغيب عن بال الشرطة ، ونحن هنا نؤكد عليها فقط من منطلق تأكيد استمراريتها حتى تؤدي الحملة غايتها الحقيقية وتلقى قبول الناس ، ومنها : عدم معاملة كل راكب دارجة نارية نظامية أو مهربة معاملة المراهق المتهور .
ومراعاة وضع أصحاب المهن والحرف والأعمال الحرة اليومية ، الذين تعد الدراجات النارية وسيلة تنقلهم الوحيدة التي لا يستطيعون الاستغناء عنها . والتأكد من هوية بعض راكبيها ممن يرتدون بدلات مرقطة ، إن كانوا فعلاً من عناصر جيشنا الباسل وقواتنا المسلحة والرديفة ومنطلقين إلى وحداتهم ومواقعهم ، أو إلى بيوتهم في مدنهم وقراهم ، فليس كل من يرتدي بدلة مرقطة هو عسكري .
ولعله من المفيد تعميم الحملة على مستخدمي الدراجات النارية لغير الأغراض المخصصة لها ، من المتهورين والمزعجين ، على باقي مناطق المحافظة التي يعاني أهلوها منها كما يعاني أهالي حماة وسلمية إن لم يكن أشد وأكثر ، فهذه الدراجات أمست بقيادتها الرعناء وسيلة القتل على مستوى المحافظة وليس في منطقة واحدة .

* محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار