شكل عودة الخط الثاني المتكامل لإنتاج الأحذية المدنية بعد توقفه منذ سنوات طويلة وإحداث خط تدوير المخلفات الجلدية لأول مرة في معمل أحذية مصياف خطوة من خطوات النمو الاقتصادي الذي تسعى إليه الحكومة لزيادة الإنتاج ، والاستفادة من الطاقات البشرية والفنية والمادية المتاحة بجهود إدارة جديدة تم تعيينها للمعمل مؤخراً ومتابعة واقتراح حلول من وزير الصناعة .
ما يؤكد أن الإدارة تلعب الدور الأكبر بالتحول من الخسارة إلى الربح وبالعكس باعتبارها تملك القرار باستثمار موارد وإمكانات الجهة أو المنشأة التي تديرها وضرورة اختيار إدارات تملك الكفاءة والخبرة ومشروعاً للتطوير ووضع الإنسان المناسب بالمكان المناسب لأن المقدمات الصحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة ، ولابد من تقييم عمل الإدارات بشكل دوري ومحاسبتها على نتائج عملها وتوفير كل مقومات النجاح لها حتى لا تكون وفق المثل المعروف / صحيح لا تقسم ومقسوم لا تأكل / لأن الأموال العامة ليست للتجريب بل هي حق للدولة والمواطنين .
إن إعادة خط الإنتاج بمعمل الأحذية للعمل تمت بكفاءات وقدرات وطنية بكلفة بسيطة ، ما يؤكد وجود أيدي عاملة ماهرة وخبرات فنية في شركاتنا ومؤسساتنا بحاجة إلى إدارة متميزة تستثمرها بشكل جيد لأن نفس الخط والأيدي العاملة والخبرات الفنية والآلات موجودة منذ سنوات ، إلا أنه لم يتم استثمارها إلا بعد تعيين إدارة جديدة للمعمل .
أما خط تدوير المخلفات الجلدية فقد أحدث لأول مرة بالمعمل ونفذ باقتراح ومتابعة من وزير الصناعة بعد أن اشتكت الشركة من تراكم المخلفات الجلدية بالأطنان منذ سنوات وصارت خطراً يهدد البيئة وعجز المعمل عن تصريفها ، حيث زار الوزير المعمل ووجه بإقامة خط تدوير للاستفادة منه بالإنتاج ما يحولها من مخلفات إلى أموال إضافية ومن عبء إلى نعمة وتحقيق قيمة ربحية مضافة وتلبية احتياجات السوق بأحدث الموديلات والأصناف ودعم الاقتصاد الوطني .
أخيراً : إن هذه التجربة وتجارب أخرى سبقتها مثل شركة البورسلان . . وغيرها تصلح أن تكون أنموذجاً في مواجهة المشكلات في العديد من الجهات العامة الخدمية والإنتاجية وسواها ما يضمن حسن استثمار الطاقات والإمكانات المتوافرة خاصة في ظل ظروف الحصار الاقتصادي الخارجي الظالم الذي نعاني منه والحاجة إلى كل مورد وجهد مهما كان صغيراً .
عبد اللطيف يونس