بات السهر الطويل حتى ساعات الصباح الأولى ، والصعود المتكرر إلى سطوح المنازل ، واستخدام المكانس الكهربائية كأداة إضافية فعالة لشفط الهواء من بواري مياه الشرب ، بات حديث الناس اليومي في مدينة سلمية ، التي عادت أزمة مياه الشرب فيها للبروز بحدة في حياة أهلها اليومية بهذا الشهر من دون غيره من أشهر التحاريق .
فبعد الانفراج المقبول بواقع مياه الشرب ، واستقرار توزيعها بالشبكة ووصولها لمنازل الأهالي وفق الأدوار التي تعتمدها وحدة المياه لإرواء الناس كل خمسة أيام مرة ، انتكس ذلك الواقع مؤخرأ ولم يعد مقبولاً ، لما لذلك الانتكاس من منعكسات سلبية على حياة الناس.
وأولها صعوبة الحصول على مياه الشرب ، وثانيها التعب الجسدي من جرّاء السهر الطويل لمتابعة تعبئة الخزانات المنزلية ، وثالثها الإرهاق النفسي خشيةً من انتهاء مدة ضخ المياه من دون أن يتمكن المواطنون من تعبئة خزاناتهم ، وهو مايعني البحث عن صهاريج لسد النقص وتوفير المياه للشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى ، بغض النظر عن قيمتها المالية وما يمكن أن تسببه من أعباء إضافية لهم أيضاً.
مصدر في وحدة مياه سلمية يلخص سبب انتكاسة الواقع المائي بالمدينة ، بقلة الوارد المائي إلى محطة ضخ القنطرة والمقدر حالياً بـ 11 ألف م3 باليوم بينما الحاجة الفعلية 16 ألف ، إضافة لانقطاع الكهرباء مجدداً لعدة ساعات بالنهار ، وهو ما يجعل وحدة المياه تؤجل دور ضخ المياه لبعض الأحياء ليوم آخر كما بالحي الشمالي 1 و 2 !.
ويضيف المواطنون أسباباً أخرى لمعاناتهم تعرفها وحدة المياه ، ولكنها لم تعالجها حتى اليوم رغم رغبتها بالمعالجة وإعلانها غير مرة أنها ستعالجها ولكنها لم تفعل !.
وهي هدر المياه بكميات كبيرة من خزانات العديد من المواطنين منزوعة الفواشات !
حيث تتدفق المياه من السطوح إلى الشوارع في الوقت الذي يلوب فيه مواطنون كثرٌ على قطرة ماء ، و يسهرون الليل بطوله للتأكد من امتلاء خزاناتهم أو من عدمه ، كي يطفئوا الشفاطات حتى لا تعمل (عالفاضي ) وتحترق !.
بشكل عام ، هذه هي الملامح الرئيسية لأزمة مياه الشرب في سلمية ، التي عادت لتضغط اليوم بكل ثقلها على حياة الناس ، وهذه هي الأسباب العامة لمعاناة المواطنين اليوم بالحصول على مياه شربهم .
وبالتأكيد لكل سبب تفاصيل ، ولكل تفصيل قصة قصيرة أو طويلة بحسب الحي الذي يُحيي أهله الليل ليشربوا ، والمهم بالأمر أن هذا الواقع المُر بحاجة لمعالجة.
* محمد أحمد خبازي