وأخيراً تجاسر العديد من أصحاب المخابز بمنطقتي مصياف والسقيلبية ، ورفضوا استلام الدقيق التمويني الفاسد الذي يورد لمخابزهم من مستودع مطحنة كفربهم المركزي ، كونه مجبلاً وكريه الرائحة ، وتصنيعه خبزاً يعني إنتاجاً سيئاً غير صالح للاستهلاك البشري !.
والغريب في الأمر إصرار السورية للحبوب على توزيع هذا الدقيق للمخابز العامة والخاصة ، رغم علمها بأنه غير صالح لتصنيع خبز حتى لو أضيف له من دقيق مطحنة سلمية الممتاز ما أضيف ، فالنتيجة واحدة ، أي خبز سيئ الصنع لا يصلح حتى علفاً للحيوانات !.
وقد أكد لنا مصدر في السورية للحبوب أن اللجنة الوزارية التي كلفت بهذا الملف والتفتيش بمستودع المطاحن في كفربهم حجزت 900 طن من الدقيق غير الصالح للاستهلاك البشري من أصل 6000 طن وهي من إنتاج إحدى المطاحن الخاصة بحماة المتعاقدة مع فرع السورية بحماة لطحن كميات كبيرة من القمح.
وأنها تتابع الإجراءات القانونية اللازمة بحق المسؤولين عن استلام هذا الدقيق غير الصالح للاستخدام في أي صناعة.
وما يهمنا نحن كصحافة أثارت هذا الموضوع غير مرة على صفحاتها ، أن تمضي اللجنة المركزية المعنية بهذا الملف المهم وقوت المواطن ، إلى نهاياته الطبيعية التي توضع فيها النقاط على الحروف ، لتبيان الحقيقة كاملة، وتحميل المتورطين به مسؤولية فساد هذا الدقيق وتبعاته والخسائر التي نجمت عن إلزام أصحاب المخابز بتصنيعه بعد خلطه بدقيق من مطحنة سلمية ، وعدم التساهل في هذا الموضوع المهم الذي أرَّق ويؤرق أهلنا في مصياف والسقيلبية .
إذاً يجب الكف عن توزيع أي دقيق تشوبه أية شائبة حتى لو كانت نسبتها بسيطة للمخابز العامة والخاصة ، فرغيف المواطن خط أحمر وسيبقى خطاً أحمر في هذا البلد العزيز الصامد ، الذي لن يستطيع أحدٌ بالدنيا كلها النيل منه ، سواء أكان ذلك الأحد من الخارج أو الداخل.
* محمد أحمد خبازي