معاناة أهالي جنوب الثكنة !

يعاني أهالي جنوب الثكنة وحي البرناوي وضاحية البعث في هذه الأيام معاناة شديدة، من الحشرات الطائرة التي تغزوهم بعقر دارهم – كما يقال بالمأثور الشعبي – وتهاجم أضعف الفئات العمرية بينهم، ونعني الأطفال الذين يتعرضون للسعها وقرصها ولا يستطيعون التصدي لها أو الدفاع عن أنفسهم لرد هجماتها ودفع أذاها، الذي يظهر على أجسادهم وأطرافهم ووجوههم ببقع حمراء مؤلمة !. كما يشكو الأهالي من (اللل) الذي يتطاير من محلج العاصي ويحل في منازلهم وشرفاتهم وشبابيكهم، ويؤرق حياتهم لما يسببه من تلوث بيئي يهدد سلامتهم الصحية ويقضي على مزروعاتهم المنزلية . وهذه الشكوى من حشرات شركة الزيوت ومن مخلفات حلج القطن ليست وليدة اليوم، وإنما هي قديمة ولكنها تتجدد كل عام تنتج فيه الشركة و يعمل به المحلج بطاقته الإنتاجية، وينشر مخلفاته بالهواء رغم نظام الفلترة الذي نعتقد أنه يخفف من التلوث البيئي الناجم عن عصر بذور القطن وعمليات الحلج أو هكذا يُفترض.! بكل الأحوال، ثمَّة مشكلة بيئية بالمنطقة المذكورة، ينبغي للجهات المعنية كالبيئة ومجلس المدينة النظر فيها والقضاء على أسبابها ومعالجتها من جذورها قبل نتائجها، التي يعاني منها جميع أهالي المنطقة وخصوصاً أطفالهم فقد أكدوا لنا أن تلك الحشرات لاتنفع معها وسائل الدفاع المنزلية التقليدية، ولم تخفف من أذاها عليهم حملات رش المبيدات الحشرية التي نفذها مجلس المدينة في منطقتهم لمرة واحدة أو لمرتين ربما. وهو ما يتطلب – كما يقولون – دراسة أنواع هذه الحشرات العجيبة الغريبة، وإقرار أساليب مكافحتها وأنواع المبيدات على ضوء الدراسة، لتكون المعالجة ذات جدوى، وليكون القضاء عليها مبرماً . كما يتمنون اتخاذ كل التدابير الوقائية اللازمة في محلج العاصي، لمنع انتشار اللل لأن الواقع لايطاق. وباعتقادنا، من الضروري أن تكشف الجهات المعنية على المنطقة ميدانياً ، وأن تقطف عينات من منازل الأهالي الذين يتحدثون عن معاناتهم من (الفسفوس) وسائر أنواع الحشرات الأخرى، ومن ملوثات المحلج، بكثير من المرارة، فالعمل الميداني يتيح لتلك الجهات المعرفة الحقيقية لطبيعة المشكلة ونوعها وحجمها، ويفضي إلى نتائج سليمة في التعاطي معها ومكافحتها. 

محمد أحمد خبازي

 

المزيد...
آخر الأخبار