تنتابـك رغـبة بالتغيير وقلب روتين أيامك رأساً على حجر، تنتقلُ بخفة ريشة طاووسٍ من النثر إلى الموزون، من الإجاص إلى خوخ الحيرة والصمتُ ليل طويل الأذنين مكتوم الـسر .
-اضغطْ قليلاً محفظةَ الوقت لتمشي بسرعة فهـدٍ قـليل الأثقال على الظهـر كي لا تنحني وتضطر لكـمـاداتِ الحكم واﻷمثال وتضع كــمادة /مابعد الضيق إلا الفرج/ تتركُ القصيدةَ مشلوحة بعيون المستمعين ،والطائرةَ الورقية مركونة بمستودع الأحلام البنفسجية فهنا فضاء الواقعية ، قمر لسعات ولـدغات. تـدوسُ على آخـر إصداراتك عن الحب وأنت الراكض كنتَ في براري متعة الخيال .
-تقـررُ التغيير تبيعُ الأمس تشتري الغـد بفكرة وليدة اللحظة . ماذا لـو كـنتَ تمتلك حفنة أحلام قابلة لليقظة على بساط من أيلول ؟ أو سلةً من تفاح الشفاء العاجل من أمراض اللـثة والجـثة غير الهامدة دون أن تمد يـدك وتقـول: من تفاح الكروم يا مزارعين تفاحةٌ تُـشـفي اللثة، وأخـرى تقوي عمود هذه الجثة .
– لو تخيلنا أنك تملك محلاً تجارياً هـل كنتَ ستبيعُ متر التراب ، أوفستان الجـينـز بضمير طائر الحجل ؟ أو بضمير صُناع الحروب ؟ ماذا لو كنتَ تمتلك كمنجة تـقـفُ على الرصيف وتعزفُ معزوفـتك المفضلة رسالة إلى السماء ، وأنت تتأملُ العابرين مسرعين إلى قطف نهاراتهم ورميها في خانة الوقت الضائع بينما النحات الجميل مازال ينحت غيمته ،وعيناه ضباب . كلّ ذاك لا ينفع فأنت فـقيـر الخيارات لا تملك سوى المكوث تحت ظلِّ شجرة الزنزلخت تَعـدُّ دجاجَ الجيران وتكتبُ يومياتك على جـذع نهر . تنتابك رغبة بالتغيير آلو: سيدي عفـواً ،عفواً سـيدتي، عفواً سادتي مريضً جـداً وأحتاج إلى عناية ربانية تنقذني من وضعي، وضعي في الحقيقة كالـمزراب كلّ يوم أفقدُ بعض قناعاتي ولا من أحد ينتبه لنحول مبادئي. تغلقُ التخاطرَ بينك وبين الفسحة المرسومة على عتبة اسمك تنهضُ من جلوسك .
تغير مكان خزانة صيفك تمسح المرآة ،تستبدل جهة سريرك لعل المنام الطويل يصير واقعاً مادياً ملموساً، وتصحو لترى الجنوب بدلاً من الشمال كونك مللتَ من مشهد الصخرة تريد أن تستبدله بمشهد أصص الغيوم القابلة للسير قيد دمعة وفرح .
تجرحُ اﻹيهام وأنت تقشرُ لحاء الفكرة ، فتسقط مضرجاً بالمقولة التالية : ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل تستبدل الأمل، بالقمر بينما الـديدان ترعى جـلـد صبرك .
نصرة ابراهيم