ندوة وطنية ستستمر أسبوعاً كاملاً تقيمها وزارة الثقافة – مديرية الثقافة في حماة على مدرج دار الأسد للثقافة خلال هذا الأسبوع تحت عنوان جد هام
( الشخصية السورية الوطنية – البنية الجديدة )
وتتأتى أهمية هذا العنوان من الضرورة والحاجة في البحث بتلك الشخصية السورية التي حيّرت العالم في ثباتها وصمودها وانتمائها، والأهمية الأكبر برأيي هي ضرورة البحث في الآفاق المفتوحة لبنية هذه الشخصية الجديدة لأنه ما من شك نحن بتنا أمام ملامح واسمة جديدة بدت تتشكل وترتسم على وجهها ومما ساهم في تبدلها وتغيرها تلك الحرب الكونية القاسية الشرسة التي شنت علينا وساهمت فيها أكثر من مئة دولة..
حرب استمرت لأكثر من ثماني سنوات فمن الأهمية والضرورة أن نأخذ بدراسة أسبابها وتداعياتها ونتائجها ونتلمس مواطن الوهن والخلل والضعف الموجودة لدينا والتي ساعدت الآخر في اختراقنا وممارسة ما مارسه بيننا وفينا وفي بيتنا وعلى أرضنا علّنا نحصن ذواتنا ..أنفسنا ..بيتنا الداخلي وندرأ ما قد يصيبنا في القادمات من الأيام من هزات ارتدادية لهذه الحرب القذرة. ومن البداهة أن ندرس ونستفيد من تجربتنا هذه ، فالشعوب تستفيد من تجارب بعضها فالأولى أن نستقيد نحن من تجربتنا القاسية المريرة هذه.
ندوة وطنية على مدار الأسبوع يشارك فيها نخبة من رجالات الثقافة والفكر والنقد في سورية والذي من المفروض – أو نأمل أن ينجحوا في قراءة واقعية حقيقية لهذه الشخصية السورية الاستثناء، وأن يقفوا على ضرورات المساهمة في رسم آفاق وحاضنة جديدة لشخصية جديدة بمفردات جديدة تليق بصمودها وثباتها وإيمانها بوطنها ..شخصية سورية محصنة بقوانين تضمن وتكفل لها أن تعيش بسلام وعزة وكرامة دون عصبية مذهبية طائفية عشائرية ..شخصية سورية بهوية سورية تفاخر وتباهي بها وحسب، وتعمل لخيرها وصلاحها
ندوة وطنية افتتحتها شخصية سورية تشربت السياسة وفنونها وثقافتها ولأكثر من عشرة أعوام بين يديّ رجل السياسة الأهم على الإطلاق ( القائد المؤسس حافظ الأسد رحمه الله ) شخصية سورية لها الحضور الإعلامي والسياسي الثر والباذخ إنها الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية العربية السورية وذلك يوم الأحد في الخامس والعشرين من هذا الشهر..
لقد تحدثت بفيض جميل عن ملامح الشخصية السورية ولا سيما المرأة الأم والتي كان لها الدور الهام في تعزيز ثقافة الانتماء والصمود ..الأم التي حملت وولدت وربت ومن ثم دفعت أولادها ليذودوا عن تراب وطن عريق بحجم سورية ..كل هذا وذاك عملت وتعمل على توثيقه ضمن مشروع وطني بامتياز تحت عنوان ( وثيقة وطن) والذي كما ذكرت يوثق بطولات وآلام ومعاناة شعبنا السوري البطل ..وهي دعوة لكتابة تاريخنا بأيدينا دون انتظار الآخر توثيق آلامنا وآمالنا من منظاره هو ..
اللقاء اتسم بالشفافية والحوار كان صريحاً ودافئاً، حميمياً، شفيفاً، وكان لي شرف المشاركة في مداخلة دعوت من خلالها للعمل كمثقفين وكأفراد وأحزاب وهيئات وحكومات (حالية وقادمة) بشكل يليق بانتماء وثبات وتضحيات هذه الشخصية السورية الأصيلة والنهوض بواقعها المعيشي والخدمي والإنساني .
والشكر الكبير لمديرية ثقافة حماة لفتحها تلك الآفاق والأمداء لحوار وطني سوري أحوج ما نكون له في مرحلة عصيبة كهذه.
عباس حيروقة