قبل أيام معدودة توفي شاب بريعان الصبا، متأثراً بإصابته برصاصة طائشة استقرت في رأسه ، أطلقها وغيرها الكثير مبتهجون بمناسبة خاصة ، وذلك بعد خمسة أيام قضاها بالعناية المشددة في مشفى خاص من مشافي مدينة حماة. وقبل هذه الحادثة المؤسفة التي أودت بحياة هذا الشاب ، وقعت حوادث كثيرة مؤلمة نتيجة إطلاق الرصاص العشوائي ابتهاجاً بعرس عروسين أو بنجاح طالب أو بعودة حاج من الحج أو ربما من العمرة أيضاً !.
ومهما يكن سبب هذه الظاهرة المستفحلة في أيامنا هذه ، فهي مكروهة ومذمومة ومرفوضة تماماً بكل المناسبات ، وفي كل الأوقات ، وفي كل الأماكن. وقد لاحظنا أن هذه الظاهرة تتنامى للأسف، دعونا نسأل : كيف يسمح صاحب الفرح أو العزاء باطلاق نار عشوائي قد يؤذي الآخرين ويتحول الفرح إلى حزن أو يزيد الحزن حزناً ؟.
وهل من الضروري أن يُحتفى بالرصاص الحي الطائش لا بالورود والرياحين ؟.
وبالتأكيد الحديث عن ظاهرة إطلاق العيارات النارية العشوائية بمناسبة أو بدون أي مناسبة ، هو حديث طويلٌ وذو شجون كثيرة ، لما لتلك الظاهرة من ضحايا أبرياء أزهقت أرواحهم نتيجة التخلف والجهل والرعونة التي ما بعدها ولاقبلها رعونة. واليوم عندما نكرره فإنما نفعل ذلك ليس حباً بالتكرار، وإنما لتكرار التنبيه إلى خطورة هذه الظاهرة التي تحصد يومياً أرواحاً بريئة وتترك في قلوب ذويها جراحاً عميقة من الصعب الشفاء من آلامها.
و لعلَّ يرعوي من يمارسها ويكف عنها من يرغب بإطلاق العيارات النارية كل ما عنَّ على باله ذلك ويراجعوا أنفسهم فيعتبروا من آلام الأسر التي فقدت عزيزاً عليها بالرصاص العشوائي ، ولا يفكروا بممارستها مطلقاً عند مناسباتهم الخاصة ولعلَّ كلماتنا تجد طريقها إلى قلب من يرغب بإطلاق الرصاص الحي فيتخلى عن رغبته. كل ما نأمله أن تختفي هذه الظاهرة المؤلمة من حياتنا ، حتى لا نسمع أو نقرأ عن ضحايا جدد لها.
* محمد أحمد خبازي