ازداد تمسكي باﻹطار وحرصي على البقعة السوداء في اللوحة التي رسمتُها قبل قـلـيل عـلى كـتف أيلول، هكـذا رأيـته فلماذا أُحيد عـن رؤيتي القلبية وهكذا عهدته منذ صباي وانشغالي ببرودة وجهه فجراً وعصراً فلماذا علي دائماً أن أرسم عـكس ما أرى !!! ولماذا عـليّ قَـلبَ موازين الحقيقة الساطعة كـ شمسه !!! –
شمسه تُـنشف البامياء والفاصولياء وووو الموزعة بعناية اﻷيدي على أسطح الجد والاجتهاد ،
ـ شمسه تبشر بمساء يحرض على الحب ُويغري بكأس يانسون وسماع أغنية تبدأ بموال عتابا وميجانا
ـ أوف، تتوالى الليالي والثعالب لا تكف عن اﻷذية وقطط الطرقات لا تكف عن المواء وجارتنا التي ماتت لا يكف خيالها يطلع لي أول الطريق لتسألني :وين طريقك اليوم؟
تميل قدمي قليلاً عن مسارها أميل معها ،ثم أعود إلى خطي المستقيم بعد ألمٍ بسيط في كاحل المغامرة.
ـ تنضج حباتُ الزنجبيل ولا أكـفُّ عـن الحب، أحب نفسي فأحب العالم بكل مافيه بحشراته الكبيرة والصغيرة فأشاهد البرامج التلفزيونية وأتابع اﻷفلام الوثائقية عن عالم الحيوان وأعود فأُخطئ في كيفية التعامل مثلاً مع السلحفاة أو الديك اﻷسود فأنا لا أحب الديك الرمادي يا أبيض يا أسود لاللحل الوسط في قاموس حياتي كي لا أميل مرة للأسود ومرة للأبيض /يا أبيض يا أسود/ لم يعلمني أحد هذا وينبهني إلى خطورة اللون تعلمته بنفسي حين كنت أرسم اللوحة وقع بيدي اللون الرمادي فكان باهتاً لا ملامح ولارائحة له يميل مرة لليمين مرة لليسار فرميتُ به في سلة النفايات الكبيرة الموضوعة عند آخر الشارع حيث تجتمع الحصى الصغيرة وبعض الذباب وأكياس النايلون المنفوخة بفعل الهواء القوي الذي يكنس كل شي فارغ يطلع بدربه المهم : أنا اﻵن هناك حيث لا ضجيج ولا غبار ولا أصوات نشاذ، أشرب قهوتي على أقل من قـلق وأكثر من فـرح أستمتعُ بسرب شجر وحقل غـيوم حيث يفتح أيلول عينيه ويمد يده مصافحاً العصافير على مقاعد الضوء أنا هنا أنحت اﻷمل على ذراع نافـذة تفتح مصرعي الحياة على الشارع العام ـ أنا هناك ، هنا. يا أبيض يا أسود لكني لست بين بين .
نصرة إبراهيم