تشرين البطولة

معارك تشرين هي الحدث الأهم في تاريخنا المعاصر, لما أسفرت عنه من تحطيم نظريات ومفاهيم، وعملت على ترسيخ ثقافة المقاومة وخاصة بعيد حرب الاستنزاف التي أعقبتها، لقد كانت مفخرة من مفاخر تاريخنا تستحق منا كل تقدير وإعجاب .
لقد تجلت قومية المعركة في حرب تشرين إذ شاركت فيها مع سورية ومصر وحدات عسكرية من دول عربية شقيقة , كما كان قرار الحرب فيها قراراً عربياً خالصاً دون تدخل أو تأثير من أي جانب خارجي , كما استخدم العرب في حرب تشرين السلاح الاقتصادي وذلك في تطبيق الحظر وتضييق توريد النفط إلى عدد من الدول الغربية التي تدعم إسرائيل, كما أظهرت انتصارات تشرين أن تفوق إسرائيل على العرب ليست إلا وهماً، وأن نظرية الجيش الذي لايقهر محض كذبة وخرافة , لقد أبرزت حرب تشرين وانتصاراتها مواقع الدول العربية على المسرح العالمي .
لقد كانت شاشة تلفاز دمشق والقاهرة أثناء الحرب هي صورة الحقيقة التي جعلت من الكلام لغة بصرية تسرده بعدسة كاميرا تنقل فيها صور تقدم قواتنا على الجبهة المصرية والسورية، وفي جبل الشيخ، وفي صور تهاوي طيران العدو تصطاده صواريخ دفاعاتنا الجوية وطيارونا البواسل .
وحرب تشرين هي ثقافة انتصار ومقاومة، هي ملحمة طويلة فيها قصص البطولة في كل موقع, وفي كل وحدة مقاتلة, وفي كل دقيقة، وبشهادة المراقبين العسكريين للحرب أن العرب قد أبدوا خلال الساعات الست الأولى من حرب تشرين مهارة عسكرية، وتكتيكاً قتالياً، استطاعوا فيه تحطيم استراتيجية الكيان الصهيوني، ومخططات حليفتها أمريكا، فقد اجتازوا خط بارليف باجتياز القناة، وخط آلون وتحصيناته على الجبهة السورية وحرروا مرصد جبل الشيخ ,ويجمع المراقبون العسكريون أنه كان حجم العمليات العسكرية بين كل الأطراف المتحاربة على كل الجبهات هو أكبر حجم عمليات عسكرية بين أطراف متنازعة في العصر الحديث بعد الحرب العالمية الثانية .
واليوم إن تماسك الجيش العربي السوري وعقيدته وانتماءه الوطني، والبطولات والتضحيات التي قدمها ولا يزال دفاعاً عن عزة سورية وكرامتها ووحدة أرضها وقرارها المستقل كان له الدور الأبرز في دحر الإرهاب وتحقيق الانتصار، وذلك إلى جانب الإرادة السياسية للقيادة السورية وحكمتها وامتلاكها إرادة المواجهة انطلاقاً من ثقتها بنفسها وشعبها وجيشها.
رحم الله شهداءنا , وعاشت أمتنا , وعاش انتصار حرب تشرين.

محمد مخلص حمشو 

المزيد...
آخر الأخبار