وحدة القلب المفتوح !

خدمةٌ طبيةٌ أخرى على غايةٍ من الأهمية ، تقدمها الهيئة العامة لمشفى حماة الوطني للمواطنين المحتاجين لها في المنطقة الوسطى عموماً ومحافظتنا خصوصاً ، لتُضاف لسجل خدماتها الجليلة التي يقدمها القطاع الصحي العام للمواطنين المرضى ، موفراً عليهم الكثير من المال والجهد ومشاق السفر ، ليكون بحق الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه كل مريض فقير لا يستطيع التوجه للمشافي الخاصة ، التي لا تتمايز عن العامة سوى بالخدمة الفندقية . لقد أعلنت الهيئة العامة لمشفى حماة الوطني ، عن ( بدء العمل في وحدة جراحة القلب ، وستُجرى أولُ عملية قلب مفتوح خلال الأسبوع القادم) .
وذلك بعد أن تم تجهيز هذه الوحدة بكل التجهيزات الطبية المتطورة ، والطواقم الطبية والتمريضية المؤهلة والخبيرة والمدرَّبة ، وبكل المستلزمات اللازمة لإنجاز أي عملية قلب مفتوح ، على مستوى عالٍ من المقدرة العلمية .
وبذلك تكون الهيئة العامة للمشفى أضافت إلى حزمة الخدمات الطبية والعلاجية والعمليات الجراحية شبه المجانية ، خدمة جديدة طال انتظار المواطنين لها ، ومن شأنها أن تخفف عنهم الكثير من المعاناة وخصوصاً المادية منها .
وباعتقادنا، إجراء عمليات القلب المفتوح بمشفى حماة الوطني ، هو تطور مهم في القطاع الصحي العام ، الذي لم يتوقف عن العمل والعطاء وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين ، على الرغم من كل التحديات التي واجهته ، والصعوبات التي اعترضته، خلال السنوات الثمانية الماضية، التي تعرض فيها لعمليات تدمير ممنهجة ، بأيدٍ إرهابيةٍ مجرمةٍ ، أخرجت العديد من مشافيه ومراكزه الصحية المنتشرة بالمدن والمناطق من الخدمة، وحرمت المرضى الفقراء من تلقي العلاجات الضرورية لهم .
ولكنه مع ذلك استطاع الثبات بالمتاح له ، والصمود بالمتوافر فيه ، بفضل كوادره الطبية الاختصاصية التي بقيت تعمل به ورفضت مغادرة البلاد رغم المغريات الكثيرة التي تقدمها أوروبا أو الغرب بشكل عام ، عادةً للكفاءات العلمية ذات الاختصاص المميز، وليظلَّ هذا القطاع الصحي العام رائداً بخدماته للناس ، وليبقى الملاذ الآمن للمرضى الفقراء شاء من شاء أو أبى من أبى .
ومن هذا المنطلق ، ينظر المواطنون اليوم إلى وحدة القلب المفتوح التي أعلن مشفى حماة الوطني عن وضعها بالخدمة ، كرافد مهم لنهر الخدمات الثر التي يقدمها المشفى لهم . 

محمد أحمد خبازي

 

المزيد...
آخر الأخبار