أتساءل: أين نحن كشرقيين عندما نتذكر روميو وجولييت بكل رومنسية ثم نضحك فجأة ونقول: هما مجرد قصة غير حقيقية وكأننا نطمئن أنفسنا على أن ما نحن عليه هو الصح والصواب ومبعث لراحة البال؟
أين أنت وهو كفتاة وكشاب سوريين حين تتذكران بوكاهانتس وجون سميث أو سكارليت أوهارا و ريت باتلر وقد أشرق الجمال في عينيكما ثم تتنفسان الصعداء لأنهما من خيال كتّاب وروائيين ولا تمتّ لواقعكما بصلة؟.
أين أنا من قيس وليلى حين أردد قصائدهما المجنونة بكل فخر وإعجاب دون خوف من أن يشك أحد ببراءتي من تأليفها لأنه باعتقادي (خرافة) ولا يمكن لهكذا حب أن يكون حقيقة؟. علينا أن ندرك لأننا نعيش ضمن مجتمع متحضر أن ثنائيات الحب الطاهر الحقيقي ليست خرافة، وأن أسطورة الحب الأبدي والعشق السرمدي اليتيم واقع عاشه أجمل الناس وعاشه أيضاً أقبح الناس.. فالشاه جاهان وممتاز محل ثنائي عشق مشهور في إمبراطورية المغول وقد خلد قصة حبهما الرائعة بناء تاج محل الشهير في الهند وهو الشاهد على عشق الشاه جاهان لزوجته ممتاز محل فبناه ليخلد ذكراها به. لن أبتعد كثيراً بالزمن سأتوقف عند هذا العصر، عند ثنائي نعرفه جميعاً، تفوق عشقاً كما تفوق علماً..
إنهما ماري وبيير كوري أشهر زوجين عاشقين في الأوساط العلمية واللذين نالا جائزة نوبل في الكيمياء والفيزياء.
ومن يصدق أن نابليون بونابرت القائد العسكري القاسي شكل ثنائياً غريباً في العشق مع زوجته جوزفين التي كانت تكبره سناً فافتخر التاريخ بهما وخلدهما؟. إذاً… ما المشكلة؟… لماذا لا نعيد إحياء الثنائيات اللطيفة مبتعدين كل البعد عن السذاجة من جهة، وتحجيم حاجتنا للجنس الآخر لدرجة صغيرة جداً هي المصلحة الشخصية من جهة أخرى؟!
لماذا لا نحب بصدق ودون تعقيد أو تذاكي وكفى؟.. علنا نحظى برضى التاريخ فيخلدنا لنبقى ذكرى طيبة تتباهى بها الأجيال القادمة؟؟… أتساءل فقط؟!
كنانة ونوس