كل المعطيات المتوافرة لدى مديرية الصحة ، تبيِّن أن الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال ، التي بدأت الأحد الماضي وتنتهي اليوم الخميس ، قد مضت إلى تحقيق مبتغاها من دون أي معوقات أو منغصات ، وأنها نُفذت بحسب الخطة المدروسة التي اعتمدتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف ، لتلقيح 298777 طفلاً من أطفال المحافظة الذين لاتتجاوز أعمارهم الخمس سنوات ، وتحصينهم ضد هذا الداء الفتّاك ، الذي يشكل خطراً كبيراً على صحة أي طفل وسلامته العامة ، فيما لو أُهملَ ولم يُعط اللقاح ضده .
فقد شهدت المراكز الصحية المنتشرة في مختلف مدن المحافظة ومناطقها ، وعددها 125، إقبالاً شديداً من الأهالي الذين اصطحبوا أطفالهم إليها لتلقيحهم ، فيما جالت الفرق الجوالة وعددها 70 بالقرى والبلدات التي لايوجد فيها مراكز صحية، إضافة إلى الأرياف التي حررها بواسل جيشنا العربي السوري من الإرهاب و الإرهابيين ، والتي عاد إليها أهلوها واستقروا فيها .
وأكد مصدر في مديرية الصحة لنا ، أن الحملة التي عمل فيها 952 عنصراً صحياً ، حققت هدفها على الوجه الأكمل ، وقدمت اللقاح المجاني والآمن إلى كل الأطفال الذين وضعتهم في برنامجها العملي ، وذلك بفضل تجاوب الأهالي الذي يتطور باستمرار و تزداد نسبته عاماً بعد عام ، وتنامي وعيهم لخطورة هذا المرض على أطفالهم ، فيما لو تركوا من دون تلقيح ، هذا الوعي الذي كان من أهم ثمار حملات التوعية الصحية التي كان الإعلام – ولمَّا يزلْ – شريكاً أساسياً فيها حول أهمية اللقاح وفوائده .
والمتابع لحملات التلقيح ضد شلل الأطفال السابقة ، يدرك أن بلدنا الغالي عموماً و محافظتنا خصوصاً ، قد حققا إنجازات مهمة على صعيد تحصين أطفالنا ضد هذا المرض الخطير ، رغم سنوات الحرب الجهنمية التي طالت كل شيء في وطننا الحبيب ، إذ لم تتوقف تلك الحملات أبداً ، ولم تثنِ الظروفُ الصعبةُ العاملين فيها عن أداء مهامهم وواجبهم في بلوغ مناطق أو قرى أو أحياء تشكل خطراً على حياتهم ، ومع ذلك دخلوها ولقَّحوا أطفالها .
حتى أمسى بلدنا بالعام 2018 خالياً تماماً من شلل الأطفال، بشهادة منظمة الصحة العالمية التي أعلنت نهاية عام 2018 خلو سورية مجدداً من شلل الأطفال، وذلك بناء على تقييم ميداني بيَّنَ عدم تسجيل أي عزل للفيروس منذ أكثر من عام الأمر الذي عدته انتصاراً للصحة العامة على المستوى الإقليمي والعالمي .
وهو – كما يؤكد المصدر – ما جعل وزارة الصحة أن تضع على أثره خطة وطنية لمنع عودته ، من خلال الاستمرار بتنفيذ حملات التمنيع وتعزيز برنامج التلقيح الروتيني .
محمد خبازي