اكتسب متطوعو الهلال الأحمر من الفتيات والشبان ، مهارة فائقة بالتعامل مع أي ظرف طارئ ، ومع أي حالة مرضية إنسانية ، ومع أي حالة إسعافية ، وذلك نتيجة تدريب عالٍ نظري وعملي ، ومعرفة علمية بأدق التفاصيل عن الحالات التي يتعاملون معها بكل الأوقات .
وهو ما جعلهم يحظون بمحبة الناس ، ومنظمتهم تنال ثقة المجتمع ، الذي برزت هذه المنظمة فيه على كل الأصعدة وفي كل الميادين .
ومخطئ من يظنُّ أن مهمة الهلال الأحمر محصورةٌ بتوزيع السلات الغذائية أو المعونات الإغاثية فقط ، فهذه الصورة النمطية لم تعد راسخة بالذهن عن شباب وصبايا الهلال الأحمر ، بعدما أثبتوا حضورهم الكبير في كل المهام التي كلفوا بها خلال سنوات الحرب الجهنمية على وطننا الحبيب وفيه ، من تحضير مراكز إيواء وتقديم الدعم النفسي واللوجستي للوافدين الذين هجرهم الإرهاب من مناطقهم ، إلى توزيع المستلزمات الضرورية للحياة اليومية ، إلى المشاركة بنقل جثامين الشهداء ، إلى الإصحاح المائي والبيئي ، إلى نقل المرضى بين مناطق المحافظة وضمن المدن وإلى العاصمة بالمجان وإلى الكثير الكثير من غير ذلك مما يضيق المجال على ذكره .
وإذا كانت الذهنية المجتمعية تحتفظ ببعض من تلك الصورة النمطية عن الهلال الأحمر، كمنظمة توزيع مواد غذائية إغاثية ، فينبغي تغيير هذه الصورة برمتها وجزئياتها ، وتصحيح المفاهيم المجتمعية الخاطئة أو المغلوطة ، من خلال رؤية الصورة كاملة ومن كل الجوانب والاتجاهات .
فهذه المنظمة التي قدمت شهداء أيضاً ، عملت خلال مسيرتها الطويلة كما تعمل اليوم ، من أجل خير الإنسان وسلامته وحمايته ، وتقديم يد العون له وتمكينه من سبل الحياة والعيش الكريم .
وهو ما جعل منها المنظمة الأم وقدوة للجمعيات الخيرية الأهلية التي تعمل لما فيه خير الإنسان أيضاً .
وقد أثبت العاملون فيها قيادات وكوادر ، الموظفون والمتطوعون ، أنهم على قدر المسؤولية التي تضطلع بها منظمتهم ، وأنهم لقادرون على أداء أي مهمة مهما تكن صعبة وشاقة ، وعلى تجسيد المعاني النبيلة لمبادئها الرئيسية وأهدافها السامية بالمجتمع المحلي خير تجسيد بعلمهم ومعرفتهم وتعاملهم الراقي مع الناس والأشد ضعفاً والمعوزين .
محمد خبازي