عـلى خـدِّ البلاد شامة تبرق كلما لاحـت الذكرى وعـبرت سماء الحاضر . أنــا من جيل التصحيح: الجيل الـذي فتحت له المدرسة ذراعيها ليتعلم ألـف باء البـدء على درب العِـلم وتحية العَـلم ألف باء البـدلة العسكرية التي كنا نلبسها في المرحلة اﻹعدادية والثانوية ونحن بكامل عشقنا للعلم والمعرفة، الصف اﻷول الابتدائي الذي كنا نُحضّرُ له دروسنا على ضوء زيـت الكاز سنة سنتان وتنتصب أعمدة الكهرباء حينها في قريتي لنسهرَ اليوم اﻷول وقد أصبحنا في الصف الرابع ونحن نسامر التيار الكهربائي الذي أضاء الحارات ،وداعاً لضوء الكاز مرحباً بالكهرباء . وداعاً للمرحلة الابتدائية ، وأهلاً بالمرحلة اﻹعدادية وبناء مدرسة جديدة بعد أن كان الطلاب الذين سبقونا بعام يدرسون الصف السابع في المدينة القريبة ، ومرحباً بالبدلة العسكرية ودرس التربية العسكرية .
أنـا من جيل التصحيح : أيام لاتنسى تتسابق النساء في الاستيقاظ فجراً للوصول إلى البئر الوحيد في القرية لملء الماء الذي خزنه نبع البئر طيلة الليل ومـنْ تتأخر في الاستيقاظ تبقى جرار بيتها فارغة من الماء ليوم كامل، فتلجأ إلى جارتها لاستعارة إبريق ماء للشرب عام عامان تصل المياه إلى كل بيوت القرية ويخف بعض التعب وترتاح أكتاف النساء من حمل جرار الماء.
أنا من جيل التصحيح : الرسم الجامعي للسنة اﻷولى أذكر كان أقل من 200 ليرة جيل التصحيح الذي كان كلما جاءت ذكراه نزيّن المدارس بأغصان الغار ونرفع اﻷعلام ونغني (ودي المراكب ع المينا وقود السفينة يا معلم ) تعود الذكرى اليوم نلتفت لذاك الزمن البعيد القريب هو رؤيا ورؤية رؤيا كأنه حلم في البال حلم كبرنا وكبر معنا رؤية رأيناه في كتبنا المدرسية على مقاعد الدراسة قبل أي شيء رأينا الرؤيا وعشناها رؤية .
هو حلم كبر ولم يمت بل ظل معنا نحياه ونجدد زيت قنديله هو واقع حاولوا طمس ملامح ما قدمه للوطن رمز حاولوا تشويه صورته ومنجزاته لكن من تربى في مدارسه وتعلم ألف باء المحبة والانتماء لوطن أعطى الكثير لن ينسى أو يقف صامت الرأي والموقف.
أنا من جيل التصحيح : الذي تعلم عشق اﻷرض وأن الوطن جغرافيا يليق بها اﻷخضر على سارية الوفاء كل عام وسورية بخير والرحمة والخلود لروح قائد التصحيح القائد العظيم حافظـ الأسد، والنصر لجيشنا السوري.
نصرة ابراهيم