لمَّا تزلْ الاتصالات الأرضية ذات أهمية قصوى في حياتنا ، رغم تطور نظيرتها الخليوية والفضائية والتطبيقات المجانية التي تستخدم فيها .
وإن انقطاع الخط الأرضي لأي سبب كان ولأي وقت مهما يكن قصيراً أو طويلاً ، يسبب إرباكاً لصاحبه ينتهي بوصل الخط المقطوع .
ولو كنتُ مسؤولاً في المؤسسة العامة للاتصالات أو في فرعها بحماة ، لخصصتُ دراجةً ناريةً لكل عامل من عمال ( لحم الكابلات وكبسها ) ولعمال وصل الخطوط أيضاً ، مع ما تحتاجه من بنزين ، لتمكينهم من أداء مهامها وإصلاح الخطوط الهاتفية للمواطنين بسرعة قصوى ، ومن دون أي معاناة تنعكس تأخيراً في صيانة الأعطال الهاتفية ، وعلى أداء المؤسسة بشكل عام ، وثقة المواطن المشترك بالخدمة الهاتفية بها وهو الذي يسدد فواتيره بانتظام ومنها فواتير بوابة النت ، وهي المؤسسة الربحية بامتياز .
فهؤلاء العمال الذين يعملون في مركز فرع المؤسسة بسلمية على سبيل المثال والحصر ، يستجيبون لنداءات المواطنين ويستخدمون دراجاتهم النارية الخاصة التي يشترون لتر البنزين لها ب 600 ليرة على نفقتهم الخاصة أيضاً ، علماً أن راتب الذي أمضى منهم خدمة 25 سنة لا يتجاوز 40 ألف ليرة ، ويتقاضى 13 ألف ليرة حوافز بالسنة، هذا إذا تقاضى !.
ولو كنتُ مسؤولاً لخصصتهم بمكالمات خليوية أيضاً أو بمبلغ ما ليسددوا به فواتيرهم الخليوية العالية ، التي تترتب عليهم لقاء اتصالاتهم مع المواطنين أصحاب الخطوط المقطوعة أو مع مديريهم للتنسيق فيما بينهم .
فهذه أيضاً على نفقتهم الخاصة ، وهم غير مخصصين بمكالمات مجانية أو بمزايا هاتفية أخرى أو بإعفاءات من أجزاء الفواتير أو جميعها كما يتبادر للذهن .
قد يقول قائل : إنهم لا يصلون خطاً مقطوعاً من غير أن يقبضوا من صاحبه أجراً معلوماً أو مايسمى بالمتداول الشعبي إكراميةً !.
ونحن نقول : قد يكون هذا صحيحاً بل هو صحيح في الغالب ، ولكن ليس جميعهم يقبضون من المواطنين إذا ما أصلحوا لهم خطوطهم وأعادوا إليها حرارتها.
ثم ما الذي يجبرهم على فعل ذلك غير المُرِّ الذي يتجرعونه بعملهم وحياتهم .
وبالتأكيد نحن هنا لا نبرر لهم (الإكراميات) التي نضعها بين قوسين ونضع تحتها ألف خط أحمر ، ومعاذ الله أن نبرر ولكن هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة ، ونرجو ألاَّ ينفيها أحدٌ أو يحاول أن يجمِّلَ حياة هؤلاء العمال الذين هم بحاجة ماسة لدعم حقيقي يعوض لهم على الأقل بنزين دراجاتهم النارية الخاصة وقيمة فواتيرهم الخليوية على أقل تقدير .
محمد خبازي