شكلت الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد نقطة تحول تاريخية في مسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي وتوعية نضاله حيث قامت الحركة التصحيحية في ظروف داخلية وعربية صعبة ومعقدة اتصفت على الصعيد الداخلي حيث كانت سورية تعاني من الاضطرابات وعدم الاستقرار وعدم القدرة على تحقيق الترابط بين أهداف الحزب وأساليب عمله والواقع القائم وتطلعات الجماهير، أما على الصعيد القومي فكان الكيان الصهيوني العنصري والدول الاستعمارية الداعمة له تعمل على ترسيخ مظاهر الضعف في الواقع العربي من خلال استمرار التجزئة والصراعات البينية والهامشية بين الدول العربية واستمرار اليأس الذي ساد بعد عدوان الخامس من حزيران عام 1967 لتجعل من هذه الحالة وسيلة لمنع أية تغييرات نوعية وتطويق التغييرات الإيجابية واحتوائها في الواقع العربي، ورافق ذلك كله فراغ سياسي تركه رحيل الرئيس جمال عبد الناصر على الصعيد القومي من هنا جاءت أهمية الحركة التصحيحية المجيدة التي جسدت حيوية الأمة العربية وقدرتها على التفاعل مع الأحداث ومواجهة الأخطار والتحديات المصيرية التي تواجهها فانطلق القائد المؤسس حافظ الأسد في تعامله مع الواقع من رؤية علمية منهجية تحقق فيها الترابط بين الذات الثورية والوعي الشمولي والواقع القائم من خلال الوعي المستمر لكل جديد والقدرة على التكيف مع المستجدات، فحدد القائد المؤسس حافظ الأسد هذه الرؤية في الحزب ووظيفته والمهام الكبيرة المطلوبة منه (مبيناً أن حركة الحزب هي حركة التاريخ وحركة الحياة) فجاءت الحركة التصحيحية المجيدة تصحيحاً للمسار والقضاء على مظاهر التقوقع والانعزال فكانت أهداف الحركة التصحيحية ضرورة بناء مجتمع الصمود والتحرير من خلال حشد الطاقات الشعبية كلها وإقامة جبهة وطنية تقدمية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ووضعها في خدمة المعركة وتشكيل مجلس الشعب في مدة أقصاها ثلاثة أشهر بهدف ممارسة التشريع و وضع دستور دائم للبلاد ومتابعة خطط التنمية الاقتصادية واستكمال بناء الديمقراطية وإعطاء المنظمات الشعبية دوراً فاعلاً من خلال الرقابة على أجهزة الدولة و إصدار قانون الإدارة المحلية وصيانة حرية المواطنين ومتابعة تطوير القوات المسلحة للقيام بواجبها في معركة التحرير، وحشد الطاقات العربية عبر الوحدة والتضامن وتعزيز استراتيجية الكفاح المسلح ودعم الثورة الفلسطينية وضرورة تطوير العلاقات مع الدول الاشتراكية وحركة التحرر في العالم ومع الدول الداعمة لحقوقنا وإعادة تنظيم المجتمع وإيجاد صيغ متطورة مطورة للواقع وبلورة أنماط جديدة من الروابط تستجيب لأهداف الأمة العربية ومصالح الشعب والارتكاز على قاعدة من الوعي والالتزام والولاء للوطن والالتزام بقضاياه.
وشكلت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد استمراراً لنهج القائد المؤسس حافظ الأسد في مكافحة الإرهاب والأعداء الذين تكالبوا على هذا القطر الصامد منذ تسع سنوات ومازال منتصراً . وكل عام وشعبنا وجيشنا الباسل وقائدنا المقاوم بشار حافظ الأسد بألف خير.
أحمد ذويب الأحمد