نبض الناس : في عالم المجهول

خلال سنوات الأزمة غرقت أسواقنا المحلية بسلع لا تعرف لها هوية أو تتمتع بأدنى حد من مواصفات الجودة .ومصدرها إما ورشات خارجة عن الرقابة أو صناعات من إنتاج بلدان طارئة على الصناعة أو عبارة عن تصفيات لمحال تجارية أو مخزنة أو فائضة عن الطلب .وعلى حسب مقولة بعضهم (بتمشي الحال ) فقد أصبحت نسبة كبيرة من المواطنين يتهافتون عليها بسبب تردي الوضع المعيشي وتدني القوة الشرائية لدى معظمهم .
لذا فإن محدودي الدخل أو معدميه أصبحوا يجدونها مقبولة وتتناسب مع أوضاعهم المادية الضعيفة ، فيقبلون عليها بسبب رخص ثمنها ، أما صلاحيتها فهي في عالم المجهول فما إن يصل الشخص إلى منزله ليتفقد السلعة حتى يتفاجأ بأنها منتهية الصلاحية أو تحتوي على عيب في التصنيع . وإن كانت صالحة للاستعمال فليس لوقت طويل حيث إن رداءة جودتها ستتكشف بعد فترة قصيرة جداً .
قد لايكون أمام المواطن المسكين سوى هذا المصدر ليجد نفسه محاصراً بالسلع الرديئة التي تظهر على أنها جيدة .
ورغم المثل الذي يقول: (لست غبياً لأشتري رخيصاً ) فإن أولئك سيضطرون لشراء السلعة أكثر من مرة والوقوع في فخ الستوك والبضاعة ذات النوع العاشر.
الجهات الرقابية هي المعني الأول عن مراقبة تطبيق مواصفات هذه السلع وجودتها من خلال دوائرها في المحافظات والمناطق . وقد تبدو المهمة شبه مستحيلة في ظل الأعداد القليلة لعناصر التموين وضعف الإمكانات .إلا أن ضبط نوعية البضائع وسعرها ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية عملية ضرورية لحماية المستهلك .

سلاف زهرة

المزيد...
آخر الأخبار