حقاً إن الإنسان ابن مصلحته هذا أمرٌ مشروع إذا كانت هذه المصلحة جزءاً من المصلحة العامة لكن الأمر غير الطبيعي إذا كانت تلك المصلحة على حساب المصلحة العامة ضمن هذا السياق الموضوعي نكتب مقالتنا لهذا الأسبوع، وأعتقد أن كل موضوع لا يعالج مسائل اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية ملحة تلامس هموم الناس وسلبياتهم من أجل معالجتها وتجاوزها إلى حالات أفضل لا يمكن أن يكون موضوعاً جاداً يدخل عتبات الحوار والاقناع.
ومسألة تفهم المصالح وفرزها بين الخاص والعام أمر في غاية السهولة لكن الكل يدعي على الكل وبعضهم يكذبون على بعضهم وكلهم مسرورون في هذا الواقع الذي لا يحسد أحد عليه وطبيعة الإنسان مجبولة على الخير والشر والصدق والكذب والوفاء والغدر كل ذلك من أجل الوصول إلى أهداف قد تكون مشروعة أو غير مشروعة فالسلوك الجيد هو الذي «يشرعن» الخير والصدق والشهامة والوفاء أما السلوك الرديئ فهو الذي يمارس الشر والكذب والغدر، وهذان سلوكان متعاكسان لايلتقيان في شخصية متزنة تحترم إنسانية الإنسان وقيم الحق والعدالة.
من هنا نصل إلى نقطة جد هامة وهي تتضمن السؤال التالي: أيهما أصعب ممارسة السلوك الجيد أم السلوك الرديئ..?
حسب رأيي واعتقادي واطلاعي على الواقع إن السلوك الجيد صعب جداً وخاصة في ظروف غير صحية من الناحية الأخلاقية واحترام شرف الكلمة لأن الإنسان في هذه الحالة عندما يسلك الطريق المستقيمة كمن يفلح البحر ويحصد الهواء حيث يعيش غريباً في محيطه الذي أصبح ملوثاً عندها لا ينفع عطار واحد ليضفي على الأجواء الروائح الطيبة وهذا ليس من باب التشاؤم بل هي الحقيقة المرة التي لا يمكن أن يقولها إلا القلائل من الناس.
بينما الذين يسلكون طرقاً معوجة وسلوكاً رديئاً لايطلب منهم تفكير عميق أو إرادة قوية أو الخشية من الرأي العام وخاصة إذا كان لديهم من المال مايبرر أعمالهم هذه في ظروف يغلب عليها طابع التلون والانتهازية.
فالمجتمع الجاهل يرفض كل ظاهرة علمية تحدث تغيراً في سلوكه المتخلف
فالوحدة الفكرية تقضي على الازدواجية في السلوك حيث إن الازدواجية في التفكير والسلوك لا يمكن أن تعيش إلا في المناخات غير الصحية والتي يتهافت من خلالها الانتهازيون الذين لا قيم أخلاقية لديهم، فالحياة بلا قيم لا تطاق.
أحمد ذويب الأحمد