لم يعد المواطن في هذه المحافظة ، يحلم بأن يتمتع بالكهرباء لمدة أربع وعشرين ساعة باليوم ، ولا حتى لنصف هذه المدة، فهو يعي الأسباب الحقيقية التي تمنع وزارة الكهرباء من تحقيق حلمه ذاك ، ويعرف حجم الدمار الكبير الذي تعرضت له مصادر تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وتوزيعها ، على أيدي قطعان الإرهابيين ، ويدرك تمام الإدراك أن ذاك الحلم صعب المنال بالوقت الحاضر أو على المدى المنظور، لذلك أقلع عنه وتضامن مع وزارة الكهرباء وتعاطف على السراء والضراء أيضاً .
وبات كل حلمه أن تطبق الوزارة برنامج تقنينها للطاقة حتى لو كان جائراً ، بعدالة بين المحافظات ، وأن تلتزم به بمناطق المحافظة وإن كان غير منطقي ، ورضي بمنتهى السرور بثلاث ساعات وصل وبمثلها قطع ، بل وبساعتي وصل وبأربع قطع على مدار كل يوم وإلى أي وقت تحدده الوزارة شريطة التزامها به!.
فذلك أرحم له بكثير من أن تأتيه الكهرباء بعد أربع أو ست ساعات متواصلة من القطع ، لمدة نصف ساعة وكل خمس دقائق منها تقطع فيها الكهرباء ثلاث مرات ، وخصوصاً بعد منتصف الليل وتحديداً بعد الثانية وواحد وأربعين دقيقة فجراً ، أي في الوقت الذي يقل فيه استهلاك الناس للكهرباء كونهم نياماً ولاحاجة لهم بها أو لها .
لقد تعب المواطنون بمختلف مناطقهم من الوضع الترددي ، الذي لم يكن على سبيل المثال والحصر يوم السبت الماضي هو الآخر منطقياً ولا طبيعياً ولا مفهوماً على الإطلاق ، إذ من المعروف أن هذا النظام الترددي يطبق لحماية الشبكة الكهربائية العامة من الحمولات الزائدة عندما يشتد الطلب على الطاقة ، ويزيد استهلاك المواطنين عن حده الأعظمي ما نسبته 50 بالمئة ، فما هو المبرر لاستخدامه إذاً يوم السبت الماضي وقد كان الجو فيه مشمساً بأغلب مناطق المحافظة ، والاستهلاك ليس زائداً وخصوصاً بعد منتصف الليل وحتى الفجر ؟!.
لقد كان من نتائج هذا اليوم السيئ كهربائياً – يوم السبت – تضرر العديد من الأجهزة الكهربائية ليس في مدينة سلمية فقط وإنما في باقي مدن المحافظة أيضاً ، التي شهدت أسوأ يوم كهربائي بحياتها !.
وبالطبع إن المتضررين يُحمِّلونَ شركة الكهرباء مسؤولية تعطل أجهزتهم المنزلية ، ويطالبونها بالتعويض عليهم ، فهم يسددون لها فواتيرها بانتظام التزاماً بواجبهم ، وهي ينبغي لها أن تعوض عليهم قيمة ما أعطبه تيارها المتردد والضعيف .
هذا أولاً ، وأما ثانياً فإنهم يطالبونها أيضاً بإعلامهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، باليوم الذي يكون فيه دور المحافظة عموماً أو مناطقهم على وجه الخصوص ، بالنظام الترددي، كي يحتاطوا مبكراً ولا يغادروا منازلهم أو مواقع عملهم الخاصة، قبل سحب ( أفياش ) أجهزتهم من مآخذها ، حتى لا تتعرض لحرق وصعق كما تعرضت يوم السبت !.
فهل هذا صعب عليها ، ولاتستطيع إنجازه ، وهل سيصير حلماً من أحلام المواطن التي لا تتحقق أيضاً؟!!.
محمد خبازي