ماذا يعني أن يكون سعر التداول العالمي لعملتنا الوطنية أمام الدولار 515 ليرة بينما محلياً ارتفع يوم الأحد الماضي ارتفاعاً صاروخياً تاخمَ عتبة الـ 1000 ؟!.
ورفع معه أسعار جميع المواد أكثر مما هي مرتفعة ، بالترافق مع تداول أخبار مزورة على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي ، التي جُعلت منصاتٍ لاستهداف الدولة لا الحكومة بكل مكوناتها ، وخصوصاً من حيث تصويرها هزيلة خائرة القوى على كل الصعد !.
المتابع بدقة لتلك المواقع المنصات ، والذي يُخضعُ ماتنشره للمحاكمة العقلية ، يدرك كم هو كبير حجم هذه الحملات المسعورة التي تستهدف وطننا أرضاً وشعباً وقيادةً، من نافذة الظرف الاقتصادي والتحكم بلقمة الناس ، ويعرف كم هي كمية الحقد على هذا الشعب العظيم ، الحقد الذي يفور ويغلي بصدور أعدائنا ، مع كل انتصار يحققه جيشنا العربي السوري هنا أو هناك على الإرهاب و الإرهابيين ، ومع كل تعافٍ لاقتصادنا الوطني وأي بادرة من بوادر تحسن وضعنا المعيشي .
لقد جُنَّ جنونُ المتربصين بهذا الوطن والذين لا يريدون له غير الشر ، من قدرة الدولة على زيادة رواتب موظفيها ومتقاعديها – مهما يكن رأينا بنسبة هذه الزيادة – بعد كل تلك السنوات من الحرب الجهنمية التي طالت كل شيء فيها ، وساءهم أن تتحسن ظروفنا المعيشية – مهما يكن رأينا بدور تلك الزيادة في تحسين ظروفنا أيضاً – فعمدوا إلى تلك الحملات المسعورة ، التي نفذها – وينفذها – خبراء في علم النفس المجتمعي ، وفي الإعلام الجماهيري وكيفية صناعة التأثير السلبي وتشكيل الرأي العام المحبط، وفي عالم المال والأعمال وأسواق البورصة ، إضافة إلى عملاء محليين من المستفيدين والمرتزقة الذين يقتاتون من مقدرات البلاد والعباد ، ويمتصون دمنا ليعيشوا !.
بالتأكيد ، نحن هنا لاندافع عن سياسات الحكومة الاقتصادية ، التي لم تكن خلال السنوات الماضية ذات جدوى للمواطن ، ولا عن تأخرها باتخاذ إجراءات مهمة لضبط فلتان الأسعار بالأسواق ، والضرب بيد من حديد على رؤوس المتلاعبين بعملتنا الوطنية وموادنا الغذائية ، بل نحن كنا ولمَّا نزل من أشد منتقدي الحكومة على تقصيرها بحمايتنا من حيتان السوق ومافيات الدولار وغيره وكتاباتنا تشهد على ذلك .
ولكن الأمر اليوم متعلق باستهداف وطن بأكمله لا الحكومة وحدها ، وغاية هذه الحملات المسعورة تدمير ما عجزت تلك الحرب عن تدميره.
وباعتقادنا، لا بل نحن على ثقة تامة بأن تلك الحملات لن تستطيع أن تنال مما لم تنله الحرب العسكرية رغم كل جبروتها ، مهما اشتدت ومهما سخرت لها أموال وخبراء وأدوات قذرة ، ومهما استغلت وجع الناس اليومي أو عزفت على وتر المعيشة الصعبة .
فمن شرب البحر لا يغص بجرعة ماء !.
محمد خبازي