كثرت في الآونة الأخيرة ومع بداية الأزمة ظاهرة لم تكن موجودة ولم نكن نتوقع حدوثها وهي ظاهرة التعدي على الشبكة الكهربائية وسرقة الكابلات النحاسية منها، والأغرب أن هذه الظاهرة تحدث في الشوارع وبين المنازل كما حدث قبل يومين في قرية السويدة بمصياف حيث تمت سرقة للأكبال النحاسية بمسافة ٩ أعمدة وبطول ١٨٠٠ م وتمت سرقتها عن طريق قصها عن الأعمدة .
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها فقد تم الاعتداء على الشبكة الكهربائية وسرقة الكبلات النحاسية في أكثر من موقع كما حدث في العام الماضي قي قرى الملزق الجنوبي وضمن مدينة مصياف.
والغريب كيف يمكن أن تحدث هذه السرقات دون أن يخاف هؤلاء المجرمون من صعق التيار الكهربائي لهم وهو مايجعلنا متأكدين بأن من يقوم بهذه الجريمة لابد أنه يعمل وهو مطمئن بأن التيار الكهربائي سيكون مقطوعاً أثناء قيامه بسرقته التي تعد جريمة تستوجب أشد العقوبات ، والأغرب عدم ملاحظة الأهالي لأية حركة غير طبيعية أو شعورهم بأن شيئاً ما غير طبيعي يحدث إلا في حال انتحال السارقين صفة عمال كهرباء بحجج الإصلاح أو غيرها من الأعمال الأخرى .
هناك الكثير من الأسئلة وإشارات الاستفهام التي لابد أن نطرحها على الجهات المعنية خصوصاً وأننا نعلم جميعاً أن اللعب مع أسلاك الكهرباء خطر ولا يتحمل أخطاء فالخطأ فيه لمرة واحدة فقط، ففي حال وجود تيار كهربائي في الأسلاك يؤدي إلى صعق مميت .
والمشكلة الأكبر أن هذه التعديات لا تضر حياً أو شارعاً لكنها تحرم قرية بأكملها وأحياناً عدداً من القرى من الكهرباء لأيام عدة أو حتى لوقت أطول ، ولهذا فالمسؤولية لا تقع على عاتق جهة معينة لحماية هذه الممتلكات العامة بل علينا جميعاً أن نتعاون لكشف هؤلاء اللصوص الذين لم يقيموا حرمة ولم يستحوا من صور الشهداء المعلقة على هذه الأعمدة ولم تشفع نظراتهم التي تحمل الكبرياء والعنفوان، وقد استبسلوا واستشهدوا في سبيل حماية هذه الأرض من وحوشها، لم يخجلوا منهم ومن دمائهم الطاهرة ، وعلى الجهات المعنية بذل أقصى الجهود لمعرفة الفاعلين والقصاص منهم .
ازدهار صقور