لفـتَ نظري عـبارة مكتوبة على واجهة أحـد المحال التجارية (يلزمنا زبائن تفوت تشتري ) يالطيف مما آلـت إليه أمـور الحياة .لم تسعـفني قدماي في الدخول، أكملتُ طريقي دون أن أنـبس إلا بضحكة رنانة وصلتْ حـدود دار الـدوري ع الداير ياست الدار كما تغني فيروز . -السلام عليكم: هل من أحـد يسمعني؟ الدار واسعة وصوت سعال يملأ البهو، محوت، عـدت، وكتبت من جديد: غيـوم على الأشجار ، هل من وسيلة للعلاج؟ بعد انقطاع آخـر خيط بيني وبين موزع بطاقات الدعوة لحضور عيد البربارة وعيد الميلاد القادم بعد حين . ما نفع اﻷسئلة التي لانهاية لحلقاتها !!! تعددتْ الظواهر السلبية التي لاسبيل ﻹحصائها، وقَـلّتْ اﻹيجابية، ومنها تلك الظاهرة التي أحبها جـداً – ظاهـرة إعـارة الكتب من مكـتبة المركز الثقافي رغـم توافر المعلومة على الـغوغـل مازال عشاق القراءة يرتادون المركز الثقافي بقصد استعارة كتاب، رواية، علم نفس إلخ، ومازال الكثيرون من جيل الشباب الذين أصادفهم يقرؤون لحنا مينة وحيدر حيدر وكوليت خوري وسعد الله ونوس والطاهر بن جلون وتولستوي ،عزيز نيسين وسواهم من مشاهير الكُـتاب . ومازال موظفو المكتبة يعتنون بالكتب وترتيبها وأناقتها، وقد يدور حديث بينك وبين أحدهم حين لا تجد الكِتاب الذي تبحث عـنه ينصحك بقراءة كِتاب آخر فتدرك كم هو صديقك وقريب منك ، فتعاود زيارتك مرة أخرى وعاشرة وووو، متعة القراءة الورقية لها خصوصيتها ورائحتها التي لا توازيها رائحة أخرى ، كذلك أسماء الكُـتاب محفورة بماء الذهب على جـذع الأدب والفكر وليس كما هو هذا الزمان كما يقول المثل /هات إيدك ولحقني/ أي كتابة مستهلكة أو تعفيش من هنا وهناك أو مؤقتة لامعنى ولاقيمة ولاجدوى من تدوينها ولو بالياقوت أو اللؤلؤ ولو صدرت عن أضخم وأشهر دار نشر سرعان ما تموت / يلزمنا زبائن تفوت تشتري/عبارة من ابتدعها ذكي جداً، البضاعة موجودة فقط نحتاج الزبون والزبون يعاني من فقره ويقبع تحت سقف الصبر ، وأنا بدوي أقول أيضاً القارئ موجود فقط يلزمنا كُـتباً حقيقية نقرؤوها ونحتفظ بها في مكتباتنا الخاصة والعامة ونتحاور حول قيمتها الفكرية التي أضافتها للأدب يلزمنا غربال ذو عين واسعة يُسقط الزؤان والحبة السودة ويُبقي القمح اﻷصلي كي نخزنه في عنابر تراثنا اﻷدبي، على فكرة :فوجئت بالكم الهائل من الكشاشين ، فبهو الدار واسع جداً .هل من أحد يتجرأ وعوض أن يقول للدجاجة كش يضربها ويكسر رجلها .
نصرة إبراهيم