جائزة نوبل

في شهر كانون الأول وفي العاشر منه تحديداً من كل عام يتم منح جائزة نوبل التقديرية والمالية، ومبلغها مئة ألف دولار, وذلك للذين يقدمون خدمات إنسانية جليلة في الفيزياء والكيمياء والطب والفيزيولوجيا والهندسة والآداب, وبدأت هذه الجائزة منذ عام 1901م, حين توفي العالم السويدي (ألفريد نوبل) الذي ترك وصية يقول فيها إن كل ثروته ستكون في منحها للفائزين بجائزة تحمل اسمه من صندوق يضم تلك الثروة, ومن فوائده يتم منح هذه الجائزة، وذلك تكفيراً عن ذنب اقترفه هذا العالِم باختراع الديناميت من أجل خدمة البشرية, ولكن الدول الاستعمارية سخَّرت هذا الاختراع في صناعة الأسلحة الفتاكة للاعتداء على الشعوب الضعيفة, واستعمارها,ونهب مواردها.
ومن هذا المنطلق كانت جائزة نوبل للسلام تقديراً وتشجيعاً لمن يعمل على بسط الأمن والسلام في أصقاع الأرض, ويحمي الشعوب الضعيفة من بأس الدول القوية, وغطرستها، وعدوانها.
وتبنت الحكومة السويدية رسمياً هذه الجائزة, وأسس البنك الحكومي السويدي عام 1968 جائزة جديدة هي جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية ويكون منحها في اليوم الذي تمنح فيه جائزة الاختصاصات المختلفة.
وما يثلج الصدر، ويبعث في نفوسنا ـ نحن السوريين ـ الفخر والاعتزاز أن عالماً سورياً وأستاذاً جامعياً للهندسة المعمارية قد فاز بها قبل أيام هو البروفيسور (مسلَّم سقا أميني) المولود في دمشق عام 1958، ويُعَدّ هذا البروفيسور من أهم المعماريين على مستوى العالم، ويدير شركة أثريات وفنون إسلامية وعالمية, وهو حاصل على الدكتوراه في هندسة العمارة من جامعة (كيوتو) في اليابان.
وكان مديراً للمشاريع في مكتب التراث الدمشقي, وكان لديه تصوّر ورؤية واضحة وتصاميم كاملة لما يتمناه لحبيبته الشام من العودة إلى الألق المعماري الذي كانت عليه والذي تستحقه.
إنه خبر مفرح حقاً لنا جميعاً, فالسوريون في كل مكان أثبتوا جدارة وتفوقاً وإبداعاً في شتى المجالات, وإن عدداً كبيراً منهم يعملون في الولايات المتحدة والدول الأوربية أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات, وقد كان لهم تفوق منقطع النظير, وشهد لهم بذلك الأعداء قبل الأصدقاء, وليس هذا من باب المبالغة والتعصب والتباهي،ولكنها الحقيقة التي لايمكن إنكارها, ومنذ القديم كانت دمشق منارة إشعاع حضاري بنت حضارة الأندلس التي أضاءت أوروبا بنور العلم والمعرفة حين كانت تغط في ظلام الجهل والتخلف, وما أجمل قول الشاعر:
لولا دمشق, لما كانت طُلَيطلةٌ
ولا زَهَتْ ببني العباس بَغْدانُ
ولابد أن أقول: ما أحوج سورية اليوم لهذه القامات العلمية العالية كي تسهم في البناء, والنهضة, وإعادة مادمرته الحرب القذرة التي شنها الأعداء علينا, والتي لم تماثلها حرب في العالم على مر الدهور والأزمان.

د. موفق السراج

 

المزيد...
آخر الأخبار