كان وما زال وسيبقى الشعر الأكثر قدرة على تقديم تصورات رؤيوية لمستقبل ما ..وتتأتى له هذه الميزة من بين جميع مفردات المنظومة المعرفية وخاصة الأدبية منها من خلال تملّكه أدوات التعامل مع الزمن فهو القادر على تفكيك الزمن الميقاتي الفيزيائي والاجتماعي وإعادة تشكيل وعيه وفق ثقافة مغايرة تأصيلية تأسيسية معرفية بعد الإمعان مطولاً في الحراك السياسي ولاقتصادي والفكري ..فينتج رؤى ونبوءات وتجليات مستقبلية وغالبا لا يتم التعاطي المرحلي الآني مع تلك النبوءات إلا بعد فوات الأوان.
من بدهيات أي منظومة معرفية وأولى مفرداتها (التنوير) ومن ألف باء التنوير تشكيل جبهة وطنية إنسانية في وجه الظلاميين من أبناء الكهوف والأقبية الرطبة , في وجه ثقافة الفساد.
ومن هنا نقول إن من أهم واجباتنا كمثقفين ..كشعراء الانتصار للخير للحب للسلام للانتماء للحرية بكل تجلياتها ,وهذا ما يمكن اختزاله بالانتصار للوطن والعمل على تعزيز ثقافة القانون والمواطنة والكرامة والعدالة والمؤسسات و..الخ ولا يتم هذا كله إلا من خلال نبذ ثقافة القبح والفساد والكراهية..
والاتجاه بشكل جماعي للعمل على الارتقاء بالإنسان نحوى الأفضل ..
جل الشعراء من عرب ومن عجم دعوا من خلال قصائدهم إلى إحلال السلام ونادوا بالمحبة ، زهير بن أبي سلمى – المتنبي – أبو النواس – رسول حمزاتوف – لوركا – طاغور ..الخ
العدالة والحرية والانتماء هي من أبجديات الشعر والفكر والثقافة. ..والانتصار للخير للسلام للضوء..للنور بداهة الإنسان الحق .
عباس حيروقة