أتخمنا من كثرة التصريحات والإجراءات الخلبية حول ضبط الأسواق،وعدد الضبوط التموينية والتشميع والإغلاقات بحق الجشعين والغشاشين والمتلاعبين بقوتنا وحاجاتنا اليومية ،ولكن ما النتيجة على أرض الواقع؟ هل تراجعت الأسعار قيد أنملة،هل توقف أولئك عن جشعهم؟ بل على العكس تماماً، فكل يوم نراها إلى ازدياد.
في الحقيقة كل مانراه في الأسواق يدل على أن جميع مانسمعه ليس إلا جعجعة بلا طحن، وسراب في صحراء حارة، لم يكسب منها المواطن الظمآن على قطرة ماء تبل ريقه الجاف،فالعقوبات والإجراءات كلها لم تحدث ثقباً صغيراً في جدار الغلاء الذي تتحطم أمامه الجهود المبذولة من الجهات المعنية إذا أردنا أن نسميها جهوداً وإجراءات ايجابية!
فقبل أن تصل الزيادة إلى اليد اليمين ،كان الغلاء قد سحب أكثر منها من اليد اليسار،
فإغلاق محل هنا ومعاقبة تاجر صغير هناك ،والتهديد والوعيد …كلها اجراءات خجولة، وخجولة جداً، وتدل على الفشل الذريع في ضبط موجات تسونامي الغلاء الذي يجتاح كل شيء، وحتى لانتهم بالغلو والسوداوية فلينزل أحد المعنيين إلى السوق ولكن ليس ببهرجة ودوريات وكاميرات وتطبيل وتزمير على مواقع التواصل من بعض أبواقه التجميلية، فلينزل كمواطن عادي ليرى بعين المستهلك العجب العجاب فالمواطن وقف مكتوف الأيدي أمام هذه الحيتان التي لاتشبع، ووصل إلى درجة لم يعد بعدها قادراً على تصديق مايجري، لجهة إجراءات ضبط الأسعار، وهو بالنتيجة يبحث عن حاجاته اليومية ،ولن تفيده معاقبة هذا أو ذاك لأنه لايريد معاقبة الناطور،بقدر ماهو بحاجة إلى الحصول على العنب.
فيصل المحمد