نبض الناس : المخدرات.. وشبابنا !

يوم الخميس الماضي ، أقامت اللجنة الإعلامية الفرعية لمكافحة  المخدرات في قيادة الشرطة ، وبالتعاون مع فرعي الاتحاد الوطني لطلبة سورية واتحاد شبيبة الثورة ، ندوة تثقيفية توعوية  في المركز الثقافي بساحة العاصي ، عرض فيها  المحاضرون خطورة المخدرات على الفرد والمجتمع ، وطرق الوقاية منها وكيفية العلاج للمدمنين ، والعقوبات القانونية بحق المتعاطي والمروج والمتاجر بالمواد المخدرة ، ودعوا إلى تحصين الشباب وحمايتهم من هذه الآفة الفتاكة التي قد تعصف بهم ، وتودي بحياتهم.
والهدف من هذه الندوة كما بيَّنَ رئيس فرع مكافحة المخدرات بالمحافظة ، هو لفت انتباه الفئة العمرية الشابة  إلى خطر تعاطي المخدرات على صحتها ، وانعكاس ذلك على أسرها من حيثُ الوصمة الاجتماعية، وعلى المجتمع ككل الذي تتفشى فيه ظاهرة التعاطي أو الترويج للحبوب المخدرة بكل أنواعها وأشكالها.
إضافة إلى اطلاع هذه الفئة على العقوبات  التي نص عليها القانون السوري للمتعاطين والمروجين ،  الذين قد يقضون سنوات طويلة من أعمارهم خلف القضبان .
وباعتقادنا ، من المفيد بل من الضروري تعميم هذه الندوة على بقية مناطق المحافظة ،  للتوجه إلى شبابنا في مدنهم ومناطقهم وتوعيتهم حول ظاهرة المخدرات ، من خلال الحوار معهم  لتعزيز خطر رفاق السوء الذين قد يمثلون بداية طريق التعاطي ومن ثم الإدمان ، ولترسيخ القيم المجتمعية الأصيلة في وجدانهم الجمعي ، التي تنأى بهم عن الانجرار إلى هذه الآفة الهدامة لهم ولأسرهم ولمجتمعهم ، وتحميهم من المتاجرين والمروجين الذين قد يستغلون أوضاعهم المنزلية أو المدرسية أو المادية ، للسيطرة عليهم ودفعهم إلى جريمة التعاطي أو المتاجرة بالمخدرات .
وكذلك تنمي لديهم الشعور بجمالية الحياة ، من خلال تمكينهم من ممارسة هواياتهم وميولهم الرياضية أو الفنية أو العلمية أو الأدبية.
وإذا كان للأهل دور كبير في حماية شبابنا من المخدرات ، فإن دور المدرسة والمنظمات الشبابية لايقل أهمية عن سابقه ، إن لم يكن أهم فعلاً .
ففي المدرسة يقضي شبابنا جلَّ وقتهم ، وفيها ومنها يكون التأثير الإيجابي بشخصياتهم وفكرهم ، أو بتعبير أدق بصناعة شخصياتهم وتوجيهها التوجيه الأمثل.
وفيها أيضاً يكون تأثير رفاق السوء ، لذلك دورها بتحصين شبابنا ضد المخدرات مهم جداً ، ليأتي بعده دور المنظمات الشبابية التي توجه طاقاتهم وقدراتهم بسياقها الصحيح ، الذي ينمي شخصيتهم المجتمعية والوطنية ، ويحميهم من مخاطر المخدرات على كل الصعد .
وبالتأكيد لايمكننا إغفال دور رجال الدين في تحصين شبابنا ومجتمعنا من هذه الآفة ، فهو من أهم الأدوار أيضاً من حيث التوعية والإرشاد نحو السلوك القويم .
وتضافر كل هذه الأدوار من شأنه حماية شبابنا ليس من المخدرات وحسب ، بل من كل شر .

                     محمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار